الأربعاء، 7 مايو 2014

تيمقاد : من التراث العالمي في الجزائر.

تقع  مدينة تيمقاد جنوب شرق مدينة باتنة ،في موقع جبلي ذي جمال أخاذ في شمال  كتلة جبال الأوراس وعلى ارتفاع 1070م فوق مستوى سطح البحر . أسسها  الإمبراطور تراجان في بداية عهده في العام 100م  لتكون مستوطنة على طريق رومانية وسماها "كولونيا مارسيانا   تراجانا ثاموقادي (Marciana Traiana Thamugadi) "،على شرف شقيقته ، كما يشهد على ذلك  نص الإهداء المكتوب على قوس النصر .
لم تكن مدينة كبيرة إذ لم تكن تتجاوز نطاقا مربعا طول ضلعه 355م ولكنها كانت مزينة بسخاء.ونظرا لامتداد أطلالها على مساحة واسعة لقبت ب "بومباي النوميدية". حسب ماسكوراي لم تكن المدينة محمية بسور و لا يرى في أي مكان حول المدينة مخطط لأي سور.
تعود أطلال المدينة –باستثناء بازيليك – إلى القرن الثاني الميلادي و أهمها بقايا قوس نصر يحمل اسم الإمبراطور تراجان ،فوروم (ملتقى أو ساحة عمومية) مكتبة و مسرح يتسع ل 4000 شخص.
أدى النمو السريع للمدينة منذ منتصف القرن الثاني الميلادي إلى تجاوز النطاق الضيق الأول الذي بنيت فيه المدينة و امتدت إلى خارجه ضاربة عرض الحائط بالمبدأ الأساسي للمخطط المتعامد جنوب- شمال/شرق-غرب الذي كان يميز المدن الرومانية.
البناءات كلها مشيدة بالحجارة و أعيد ترميمها في كثير من الأحيان في العهد الإمبراطوري : قوس تراجان في منتصف القرن الثاني الميلادي،الباب الشرقي عام 146م وباب لامبيز (باب مارك أوريل).
و بلطت الشوارع بصخور مصقولة مستطيلة كبيرة من الحجر الجيري ،و قد عثر في المدينة على 14 حماما.وتشتهر المنازل في تيمقاد بديكورها من الفسيفساء لتعويض نقص الرخام الثمين.وتجدر الإشارة إلى أن من 263 فسيفساء عثر عليها في مدينة تيمقاد 85 منها عثر عليها في حمامات.
في العهد المسيحي كانت مدينة تيمقاد مقرا لأسقفية اشتهرت في القرن الرابع عندما كان الأسقف » أوبتات «  ناطقا باسم المنشقين الدوناتيين . و قد تم التعرف على كنيسته القديمة (بازيليك)في الحي الغربي ،و كذا الشأن بالنسبة لمقر التعميد الذي مازال محتفظا بفسيفسائه إلى حد اليوم.
خربت تيمقاد في القرن الخامس الميلادي من طرف جبليي الأوراس بعـد الغزو الوندالي عام 430 م.استعادت بعض نشاطها بعد أن استردها البيزنطيون . بنا فيها هؤلاء ،عام 539 م ، قلعة  بكتل صخرية  انتزعوها  من معالم  روماني.
خربت تيمقاد بصورة نهائية مع وصول العرب  وأقفرت من سكانها في مطلع القرن الثامن الميلادي.

يتعرض مظهر هذه المدينة الميتة للتغيير، بصورة جزئية، منذ تاريخ قريب بعد تشييد بنايات سكنية في المنطقة الشمالية للمدينة.
تجدر الإشارة الى أن الحفريات و التنقيب في تيمقا بدأت عام 1881 ونوقفت مع اشتداد الثورة التحريرية.
بناء على استنتاجات تقرير اليونسكو عام 1970 ، أوصى (المجلس الدولي للمعالم و المواقع (ICOMOSبإنشاء منطقة واسعة عازلة غير قابلة للبناء ،بغرض حماية مظهر المدينة والاحتياطات الأثرية لهذا الموقع الذي يعد واحدا من المواقع العظمى للاستيطان الروماني.
أدرجت تيمقاد في قائمة التراث العالمي من طرف منظمة اليونسكو عام 1982.
المصادر:
ICOMOS (Conseil international des monuments et de sites)-1
"Timgad." Microsoft® Encarta® 2009 [DVD]. Microsoft Corporation, 2008. -2
Revue  Africaine -3
Encyclopédie Universalis 2010 - 4
5 -Les monuments antiques de l'Algérie,S.Gsell-1901  

ليست هناك تعليقات :