الخميس، 25 ديسمبر 2014

من حال التعليم في الجزائر.


آخر تحديث يوم 27/12/2014 على الساعة 16 و44 دقيقة.
هل يجوز الحديث عن إصلاحات في التعليم في بلاد لا يحوز فيها الأستاذ ، بعد أكثر من خمسين سنة من الاستقلال و بعد مائة و ثلاثين سنة من الاحتلال ،على  برامـــج و مناهج تعليمية  جديرة  بهذا الاسم أو تقترب من الجدارة  به على الأقل ؟
هل يمكن الحديث عن إصلاح في نفس الدولة العاجزة عن انجاز كتاب مدرسي يستحق هذا الاسم أو ربما  هي ترفض  ذلك ؟
هل يمكن الحديث عن إصلاح في التعليم في بلاد تلغم القطاع من داخله وتسلم تسيير بعض المؤسسات على الأقل  لعديمي الكفاءة  و الضمير؟.
 هل يمكن الحديث عن إصلاح في دولة تقوم بتشريد أساتذة ليقطعوا مسافة  مائة و أربعين كيلومترا أو ثمانين أو ستين كيلومترا في اليوم الواحد بين مقر الإقامـــــــة و مكان العمل ثم العودة مع جدول زمني يجبرهم على الحضور إلى الثانوية على الساعة الثامنة صباحا لمدة أربعة أيام أو ثلاثة أيام من خمس أيام عمل في الأسبوع ثم توجـه لــــهم الإنــــذارات و التوبيخات بحجة كثرة الغيابات و التهاون في العمل ؟. 
هل يمكن الحديث عن إصلاح في التعليم في بلاد تمارس فيه السلطة في أعلى مستوى رقابة حتى على حجرات الدراسة ، فلا يجد وزير لا علاقة له بالقطاع حرجا و لا مانعا من التعليق  تجاوزا على جملة استشهد بها  أستاذ في إطار عمله ؟.
هل يليق الحديث عن الإصلاح في بلاد لا تجد فيه السلطة الوصية حرجا في الرد على أسئلة امتحان في ثانوية في بلدة نائية بأسئلة مضادة لتصلح ما اعتقدت السلطة  ، من منطلق جهوي بحت و بدوافع جهوية منها أنه  خطا أو جرم  من الأستاذ ؟
هل يمكن الحديث عن إصلاح في بلاد لا تتردد السلطة في اتخاذ أستاذ رهينة ضد المعارضة و تنذر تلك المعارضة باستهداف الأستاذ الأنديجان مع علمها أن لا علاقة له بأي حزب من أحزاب تلك المعارضة ؟
هذه على سبيل المثال لا الحصر أمثلة قليلة من فيض الظلم  السلطوي و  المجال لا يتسع لسرد كل أشكال العنف و التعسف الأخرى.
 هذه حال التعليم في الأرخبيل الجزائري بعد اثنتين و خمسين سنة من الاستقلال . و لا يبحثن أحد عن  أعذار لتبرير هذه  المظالم لإنه لن يجدها. إنها أمور مقصودة و ممنهجة لأن " الأهلي المتعلم و المتأدب يصبح خطرا على امتيازات الفئة المحظوظة ذات الامتيــــــازات " و ل " أن شعبا متعلما  لا يمكن أن يستعبد ". هذا هو مبدأ العقيد بوبريط  و قبيله و صحبه و إراتهم .


ليست هناك تعليقات :