الأحد، 14 سبتمبر 2014

حماية الطبيعة


1- تقديم :
حماية الطبيعة و الاستخدام المستديم للموارد الطبيعية مثل التربة، الماء، النباتات و الحيوانات و المعادن.
 تشكل الموارد الطبيعية لمنطقة ما رأسمال هاما  يؤدي سوء استخدامه إلى خسائر اقتصادية و إيكولوجية على الخصوص.
تصنف الموارد الطبيعية في مجموعتين اثنتين : الموارد المتجددة و الموارد غير المتجددة .
تضم الموارد المتجددة مجموع الحيوانات و كل النبات.يمكن أن تعد التربة ، هي الأخرى ، موردا متجددا ، بالرغم من انه من الصعب معالجة الأضرار الهامة التي تلحق بها بفعل بطء صيرورة تشكل التربة .على سبيل المثال ،الري الطبيعي من الأحواض الهيدروليكية لمنطقة ما يمكن الاحتفاظ به بطريقة غير محدودة بواسطة تسيير جيد للنبات و التربة ، و تسمح مراقبة التلوث بالتحقق من نوعية المياه.
أما الموارد غير المتجددة فهي تلك التي لا يمكن أن تعوض أو لا يمكن أن تعوض إلا بعد مضي مدة زمنية طويلة جدا. إنها الوقود الأحفوري (فحم ، بترول، عاز طبيعي ) و كذلك خامات معدنية كانت أو  لا.

2- التطور التاريخي :
إذا كانت العديد من الدول قد اعترفت منذ وقت طويل بضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية ، فإن مبادئ استخدام  محترم و عقلاني للطبيعة  لم تؤخذ بعين الاعتبار ،ما أدى في كثير من الأحيان إلى كوارث حقيقية . ففي آسيا ، في شمال الصين وفي منطقة دجلة و الفرات ، الكثير من الحوادث مثل توحل السدود (امتلاؤها بالطين ) أو  غمر السهول تسبب فيها تخريب الغابات و البراري التي كانت تحمي الأحواض الهيدروغرافية .
في إفريقيا الشمالية و الشرق الأدنى خربت مساحات و واسعة بفعل قرون من الرعي المفرط غير المراقب، و بزراعات غير ملائمة و بالقطع المفرط لنباتات لاستعمالها كحطب للتدفئة. و لوحظت، كذلك، أضرار أخرى بليغة في اغلب مناطق العالم حديثة العهد بالتنمية، في بعض الأحيان بفعل إدخال أنواع غير فعالة في محيط جديد(بيئة جديدة). 
الزراعة الكثيفة، الصرف، الصيد، انتشار العمران، و الهياكل القاعدية للمواصلات قدت إلى تفتيت المساكن الطبيعية، أن لم يكن إلى تدميرها. غير أن جهودا للتعاون الدولي شرع فيها بغرض الحفاظ على حالة تسمح بالحفاظ على المساكن(المواطن) و الأنواع المهددة و التسيير الأفضل للنشاطات.

3- الحفاظ على الغابة :
الأشجار حلقات أساسية في سلسلة الحياة .إنها تلعب دورا  حيويا في تنظيم المناخ و في دورات المياه . إن الغابات من بين المنظمات الايكولوجية الأكثر غنى و الأكثر استقرارا في  كوكب الأرض . فحسب العلماء ، تضم غابات العالم 50 %  من التنوع الإحيائي الأرضي . و لكن تدهور الغابات مستمر بوتيرة مقلقة . و بالفعل ، تسيير الغابات تقلص ، لحاجات الإنسان ، عدد أنواع الأشجار و تجعل الأوساط الطبيعية متجانسة الشيء الذي يؤدي إلى تقليص تنوع الحيوانات و تنوع النبات.
تستند حماية الغابة على ثلاثة مبادئ أساسية .
الأول يتمثل في الحماية من النيران، من الحشرات، و من أمراض المستوطنات الفتية. غير أن النيران التي تعتبر في الماضي مدمر للغابة عرف الآن بأنها أداة تسيير بشرط استعمالها بحذر : إنها ضرورية لانبعاث بعض الأشجار التي تمنح خشب البناء.
المبدأ الثاني يتعلق بطرق الاستغلال التي تتراوح من قطع كل الأشجار إلى القطع الجزئي للأشجار الكبيرة بما فيه الكفاية. مهما كان نوع القطع، يجب أن يتم اختيار ترددها بغرض إنتاج مدعوم لمدة غير محدودة.. (voir sylviculture)..
المبدأ الثالث يتمثل في الاستعمال الكلي لكل الأشجار المقطوعة . ان التطور التقني مثل صناعة ألواح الفتات أو الجزيئات و الألواح المضغوطة تسمح باستعمال الأغصان ، و الكريات المتضررة ، الأشجار الصغيرة التي لا يمكن تحويلها إلى ألواح و الحطب المسمى بالحطب ذو النوعية السيئة.
إن للغابات فوائد ايكولوجية لا يمكن إنكارها ، و لكن بسبب الاستغلال الغابي و الطلب المتزايد في المناطق الطبيعية فان الثراء البيولوجي تعرض للتقلص و الانحسار. لذلك يجب السماح للغابات بالنمو و التقدم نحو حالة طبيعية بمراقبة أو منع النشاطات البشرية في هذه المساحات المحمية.

حماية المراعي :
يمكن ممارسة الرعي بحرية بطريقة مستمرة أو متقطعة الشيء الذي يؤدي إلى تبذير كمية كبيرة من العشب. و لذلك اخترعت تقنيات الرعي العقلاني : فالمراعي بعثرت . فعندما تنتهي الحيوانات التهام عشب جزء من الأجزاء ، يجري نقلهم إلى جزء آخر. تضاف طريقة تقسيم المراعي هذه و تدوير الحيوانات، إلى السقي و تخصيب عقلاني تعطي مراعي ممتازة. زيادة على ذلك، يجري العي في كل مرعى بعدد محدد من الحيوانات حتى تتمكن هذه من الرعي بطريقة كافية بفضل العشب الذي تتمتع به. كما أنها لا تستطيع الرعي إلا في فترة محددة حسب نوع المرعى. يقوم الحفاظ على المراعي على برنامج رعي بهدف إلى الإبقاء على المراعي المنتجة بطريقة غير منتهية و على إعادة تقييم و تثمين المساحات المنهكة بفضل إعادة الإنتاج الطبيعي أو إلى الزرع الاصطناعي لأنواع من العشب المناسب. و بالرغم من هذه المباديء المختلفة تأكدت كما ينبغي ،توجد مئات الآلاف  من الهكتارات من المراعي تعاني من الاستغلال المفرط ، ما أدي إلى تدهور و تدمير الإنتاجية البيولوجية للمساحات الجرداء و شبه الجرداء.

حماية الحيوانات :
مبدأ أساسي لحماية الحيوانات يتمثل في منحها طعاما طبيعيا كافيا و ملا جيء مناسبة بغرض الحفاظ سكان من كل نوع في موطن معين.
إن تدمير الموطن الذي تسبب فيه الري، الزراعة، و التوسع العمراني يمثل تهديدا كبيرا للحيوانات. و نفس الشيء بالنسبة إلى تقطيع المساحات التي تصبح بعد ذلك أصغر من أن تسمح ببقاء بعض المستوطنات.بعد تدمير موطنها، يمثل استعمال أو إزالة الأنواع التهديد الثاني للحيوانات المتوحشة. سواء بسبب خولها في منافسة مع النشاطات البشرية مثل الدب أو الذئب أو على العكس لان فائدتها الاقتصادية (ريش ، قرون،عاج ، جلود و أعضاء) تؤدي إلى الإفراط في استغلالها .مثل وحيد القرن أو النمر ،الكثير من الأنواع مهددة بالانقراض . حماية موطنها غير كافية لضمان بقائها، لأنها معرضة لأخطار مباشرة.      
إن الحيوانات مورد بيولوجي و اقتصادي يمكن الحفاظ عليه بتسيير حكيم . بفضل وضع قواعد ،بمكن اصطياد الكثير من الأنواع دون أن يؤثر ذلك في مستويات السكان. مع الحفاظ على الأنواع المهددة، يمكن أن يكون للصيد، عند الضرورة، دور منظم للأنواع.

حماية التربة :
من الأساليب التقليدية الحالية المطبقة في حماية التربة تتمثل في تقسيم الأراضي إلى مناطق مختلفة حسب استخدامها. التربة الأكثر استقرارا تخصص لزراعات سنوية ن و على الترب الأخرى تزرع  نباتات مقاومة مثل العشب و البقوليات ، أو تترك للرعي و للغابات .
توجد طريقة أخرى للحماية تتمثل في تداول أنواع مختلفة من النباتات أثناء تدوير الزراعات (أراضي قابلة للزراعة).
هذا النوع من الزراعة يمسك التربة و يحميها أثناء نمو النبات، و يمنح التربة مواد عضوية مفيدة جدا أثناء الحرث. زيادة على ذلك، أساليب الزراعة التي تترك بقايا على سطح التربة تمثل تقدما حاسما في استغلال الأراضي. في العديد من المناطق، عوضت هذه التقنيات استخدام المحراث المسمى المحراث بالمحراث ذي المقلب، مضافة إلى الطريقة المسماة بطريقة الزراعة النظيفة التي كانت تترك مساحة التربة معرضة لكل أشكال التعرية(الانجراف) الطبيعية.
إن انجراف التربة تتوقف على طبيعة بنية التربة، الغطاء النباتي، الانحدار و الظروف الجوية. زيادة على ذلك يمكن تزيد حدتها بسبب بعض الممارسات الزراعية. إن بصمات العناصر الزراعية على التربة التي تسهل تشكل الجداول نهي من الأسباب الزراعية للانجراف.توجد طرق خاصة تسمح بالحد من الانجراف الزراعة بالمستويات التي تتمثل في زراعة  مساحات منحدرة  حسب  خطوط  التسوية  وبناء قنوات ري و مصاطب تسمح  بالتقليص من تكون الجداول . طريقة أخرى في الحفاظ على التربة تتمثل في الزراعة في نطاقات تتمثل في تتابع النطاقات المزروعة و النطاقات المتروكة بورا.
إن هذه الطريقة مفيدة في محاصرة التعرية الهوائية على المساحات شبه الجرداء التي يتوجب تركها بورا بغرض إنتاج فعال. زيادة على ذلك، أن الحفاظ على خصوبة التربة في مستوى أقصى. فضلا عن ذلك، إن الحفاظ على خصوبة التربة في مستوى أقصى للإنتاج يستلزم استعمال أسمدة كيماوية غير عضوية.

حماية الأحواض الهيدروغرافية :
إن غطاء نباتيا شديد الكثافة ليس الشرط الأمثل للاستغلال الجيد لحوض هيدروغرافي . في بعض الغابات الجبلية ن جرى الحصول على مياه غزيرة و ذات نوعية عالية بفرس (أي بالتقليل من كثافة الأشجار) دون زيادة انجراف التربة أو مخاطر الفيضان.
مظهر مهم جدا لحماية الأحواض الهيدروغرافية هو حماية المناطق الرطبة (بحيرات، مستنقعات ، حقول الخث ، الودية الفيضية ، الخ...) التي تلعب دورا رئيسيا في دورة الماء. إنها تحتجز فائض المياه، ثم توزعه على الجيوب المائية و إلى المجاري المائية . مع تمتعها بقدرة على  تصفية تلك المياه . يضاف إلى ذلك إيواؤها لكمية كبيرة و متنوعة من النباتات والحيوانات نو على الخصوص من الطيور .
لقد أدركت الحكومات الفائدة من حماية المناطق الرطبة حيث تم التوقيع على  اتفاقية حول المناطق الرطبة يوم 2 فيفري 1971 في "رامسار"  بإيران . تشكل هذه الاتفاقية أول اتفاقية بين الحكومات مخصصة للحفاظ على الطبيعة. غير أن الاستخدام العقلاني للمناطق الرطبة ما يزال غير مضمون. و بالفعل ، خلال ال 30 – 35 سنة الأخيرة ، في فرنسا ، اختفى نصف المناطق الرطبة بالتجفيف ، الصرف أو بالتحويل إلى الاستغلال الزراعي ن معرضة بذلك التوازن الهيدرولوجي والبيولوجي للبلاد.

شبكة " ناتورا 2000 " :
شبكة ناتورا 2000 هي شبكة ايكولوجية أوروبية للمواقع المحمية  موجهة لهيكلة المجال الأوروبي بصفة  مستمرة . هدفها الرئيسي هو تسهيل الحفاظ على التنوع الإحيائي على التراب الأوروبي مع الأخذ بعين الاعتبار المتطلبات الاقتصادية ، الاجتماعية ، الثقافية و الجهوية.ستسمح هذه الشبكة، بفضل قروض، بمواصلة سياسة حماية الأوساط الطبيعية الأكثر حساسية : حظائر وطنية، و محميات طبيعية ، حماية السواحل ،الخ... والتي تهدف إلى ضمان حماية المجالات الطبيعية ذات القيمة العالية و الحفاظ عليها و تسييرها.
المصدر :
"protection de la nature." Microsoft® Encarta® 2009 [DVD]. Microsoft Corporation, 2008
ترجمة :  كاتب مدونة تاج

ليست هناك تعليقات :