|
المصدر : Encyclopaedia Britannica |
آخر تعديل يوم 26-02-2017 على الساعة 20 و 29 دقيقة.
بروز القوميات :
شوشت التطلعات القومية لمسيحيي
البلقان على مؤتمر باريس المنعقد عام 1856 فاليونان استقلت عام 1832وأصبحت صربيا،الجبل الأسود
وإمارتا مولدافيا وفلاشيا (التي شكلت فيما بعد مملكة رومانيا) مستقلة ذاتيا بهذه
الدرجة أو بتك. ولكن الكثير من الصرب، الإغريق و البلغار الذين بقوا ضمن الإمبراطورية العثمانية فلم يتأخروا في
إظهار استيائهم : و بذلك اجتمعت كل العوامل لصناعة أزمة شرقية كبرى.
امتدت انتفاضة المناطق المسيحية في
البوسنة والهرسك عام 1876 إلى بلغاريا، حيث قمع الأتراك التمرد بارتكاب مجازر
كبيرة تسببت في إشعال الحرب بين الإمبراطورية العثمانية، صربيا والجبل الأسود كما
أحدثت ضجيجا في كل أوروبا وحربا روسية - تركية تلقى الترك فيها هزيمة ثقيلة .
وجاءت معاهدة سان ستيفانو (03 مارس 1878)
لتقرر إنشاء دولة بلغارية كبرى في البلقان الشيء الذي أفزع المملكة
المتحدة (بريطانيا).
لذلك أرغم البريطانيون الروس على المشاركة في مؤتمر برلين
(13 جوان-13 جويلية 1878) الذي راجع معاهدة سان ستيفانو وأنقذ الإمبراطورية
العثمانية المهزومة من الزوال.
من قرارات مؤتمر برلين : 1878
- تقليص كبير لمساحة الدولة البلغارية الجديدة وإعادة بعض المناطق
للدولة العثمانية.
- حصول صربيا، الجبل الأسود ورومانيا على الاستقلال.
- وضع البوسنة والهرسك تحت الإدارة النمساوية.
- منح المملكة المتحدة لنفسها جزيرة قبرص.
المسألة الشرقية بعد
مؤتمر برلين عام 1878 :
بعد عام 1878 توسع مفهوم المسألة
الشرقية وأصبح منذ ذلك التاريخ عنصرا أساسيا في الصراع العام بين الحضارة
الأوروبية والشرق (الإسلامي) :
الاحتلال الفرنسي ثم الايطالي (بعد
1912) في شمال إفريقيا، التوسع البريطاني في الهند وجنوب الشرق الوسط و في مصر ،
التوسع الروسي في آسيا الوسطى . و إلى حد ما ، حفر قناة السويس (عام 1869)،الحرب الانجليزية –
الأفغانية الثانية (1878-1880)، الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882 ، مجازر الأرمن
(1895-1896)، مشروع خط برلين-بغداد الحديدي (1899) ،نمو الروح الإسلامية الشاملة
في الإمبراطورية العثمانية الناتج عن المسألة الشرقية و التي أدت إلى إلهاب
الأقاليم الآسيوية من الدولة العثمانية.
في السنوات التالية ،واصلت الدول البلقانية مطالبها ، وتسببت انتفاضات
1808 في حروب البلقان ('1912-1913)التي فقدت على إثرها الدولة العثمانية الملقبة
حينذاك ب"رجل أوروبا المريض" الأراضي التي بقيت بحوزتها باستثناء
تراقبا.كما أنشئت إمارة ألبانيا ، وحصلت
دول البلقان على مساحات جديدة (على حساب الدولة العثمانية).
بدأت المسالة الشرقية في العثور على حل لها في الحرب العالمية الأولى
التي كانت الشرارة التي أشعلتها هي النزاع بين الإمبراطورية النمساوية المجرية و صربيا حول البوسنة والهرسك التي ضمها النمساويون عام 1908. هزم الأتراك الذين
كانوا يحاربون إلى جانب دول الحلف المركزي في الحرب العالمية الأولى وبذلك أفقدتهم
اتفاقية سيفر (10 أوت 1920) ولاياتهم العربيــــة و تيساليا الشرقية وبعض الأجزاء من الأناضول.
أدت الانتفاضة القومية التركية التي تبعت ذلك إلى حرب يونانية تركية
جديدة ترتبت عنها إعادة النظر في معاهدة " سيفر" باتفاقية " لوزان" (24 جوان 1923).أعادت
هذه الاتفاقية للترك تيساليا الشرقية والسيطرة الكلية على الأناضول والمضائق
(التي ينظم استخدامها باتفاقية دولية) مكونة بذلك دولة تركية دون أقليات كبيرة.
المصدر : Encyclopaedia Britannica
ترجمة : كاتب مدونة تاج