مصدر الصورة : Encyclopaedia Britannica |
وعاء الغبار (Dust Bowl) هو منطقة من الولايات المتحدة الأمريكية تعرضت لتعرية ريحية
شديدة أثناء ثلاثينيات القرن العشرين . تقع هذه المنطقة في الجزء الجنوبي من السهول العظمى
الأمريكية تضم جنوب شرق
الكولورادو، جنوب شرق كانساس ، جزءا من
تكساس وأوكلاهوما و جنوب شرق نيو
مكسيكو.
ظهر هذا المصطلح "وعاء الغبار" أثناء الظروف الطبيعية الصعبة التي عرفتها المنطقة في
مطلع الثلاثينات من القرن العشرين.
كانت هذه المنطقة قبل استيطانها من طرف السكان وقبل انتشار المزارع والنشاطات
الاقتصادية الأخرى مغطاة بأعشاب مقاومة تسمح بمسك وتثبيت الرمل الذي تتميز به هذه
المنطقة بالرغم من فترات الجفاف المتتابعة والأمطار الشديدة في بعض
الأحيان.
مع مطلع القرن العشرين و قبل الحرب العالمية الأولى استقر الكثير من
المزارعين في هذه المنطقة بالرغم من ظروفها المناخية والجغرافية
الصعبة لزراعة القمح و تربية المواشي. هذا الاستغلال الكثيف وغير المسبوق
للأرض عرض التربة السطحية للحت والتعرية من طرف الرياح التي تهب على المنطقة باستمرار.
في مطلع ثلاثينات القرن العشرين عرفت هذه المنطقة التي لم تكن تتلقى في أفضل
العوامل أكثر من 500 ملم من الهواطل فترة جفاف شديد دام عدة سنوات ما سمح للرياح بحمل ونقل حبيبات التربة الجافة والرمل و عناصر
عضوية أخرى إلى مسافات كبيرة ووصلت إلى . وصلت تلك "الرياح السوداء" الشمس حتى السواحل الشرقية لبلاد على المحيط الأطلسي
في بعض الأحيــــان وحجبت الشمس بسب ما تحمله من غبار. وصل سمك الغبار
الذي تراكم فوق أسطح المباني والأسيجة ،في
بعض الأماكن، إلى ما يتراوح بين 08 و 10 سنتيمترات.
اضطرت آلاف العائلات المحطمة إقتصاديا،في عز الأزمة الاقتصادية الكبرى في مطلع منتصف
ثلاثينيات القرن العشرين، إلى مغادرة المنطقة نحو الغرب . ولم يبق في تلك المنطقة
سوى ثلث سكانها.
بغرض إعادة إصلاح التربة وحمايتها في تلك المنطقة ، اتخذت السلطات عدة
إجراءات مثل :
- زرع مناطق عشبية شاسعة ،
- تدوير الزراعة الثلاثية القمح،السورغو والبور(الراحة)،
-إدخال عملية الحرث
حسب منحنيات التسوية والطوبوغرافيا المحلية ،
- استعمال المدرجات والأشرطة وإقامة
أحزمة طويلة من مصدات الرياح مكونة من أشجار في المناطق التي تتعرض بانتظام لهبوب الرياح الشديدة.
بالرغم من هذه الجهود ،عرفت المنطقة في سنوات 1650-1960 ونهاية سنوات 1970 فترات جفاف سببت انتشارا للغبار في المنطقة مرة
أخرى أدى إلى أضرارا كبيرة في المزروعات و
كل النشاطات الزراعية.
المصادر :
Encyclopédie Encarta -
Encyclopaedia Britannica -
ترجمة: مدونة تاج -
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق