الأربعاء، 1 أبريل 2015

المسألة الشرقية : تعريفها و جذورها

خريطة البحر المتوسط . مصدرها موسوعة Encyclopaedia Britannica
الرجاء النقر على الصورة لتكبيرها.
تعريف المسألة الشرقية :
المسألة الشرقية هي مصطلح يستعمل منذ عام 1821 لوصف أزمات الدبلوماسية الدولية المرتبطة بتفكيك الدولة العثمانية.
جذور المسألة الشرقية :
ظهرت المسألة الشرقية من رغبة القوى الأوروبية الثلاثة :
إمبراطورية النمسا و المجر، روسيا والمملكة المتحدة لتحقيق أطماعها السياسية و الترابية على حساب الإمبراطورية العثمانية.
- كانت عائلة هابسبورغ الحاكمة للنمسا و المجر ترغب في السيطرة على نهر الدانوب وإخضاع سلاف اسطنبول لتجنب ثورة إخوانهم الموجودين في الأقاليم النمساوية.
- هذه الرغبة تتناقض مع رغبات الروس الذين ، نظرا لكونهم محصورين في البحر الأسود، كانوا يريدون أن يضمنوا لأنفسهم منفذا إلى البحر المتوسط بالسيطرة على مضيقي البوسفور و الدردنيل .
- كانت المملكة المتحدة(بريطانيا العظمى ) تطالب بالبقاء السيدة الوحيدة للبحر المتوسط و استعملت كل الوسائل التي بحوزتها لمنع الروس من الوصول إليه. 
في هذا السياق ، تعود المسألة الشرقية ، في الحقيقة،إلى معاهدة كوتشوق كينارجي المعقودة بين روسيا والإمبراطورية العثمانية  (21 جويلية 1774) التي حصل قيصر روسيا بموجبها على :
-   حرية الملاحة في البحر الأسود .
-  الحق في عبور السفن التجارية الروسية عبر المضائق.
الحق لروسيا في تمثيل الكنيسة الأرثوذوكسية (الرثوذوكسية هي مذهب أغلب رعايا الدولة العثمانية المسيحيين).
وضعت هذه المعاهدة التي بينت ضعف الإمبراطورية العثمانية روسيا في مكانة أفضل قوة كبرى لتحل محل الترك العثمانيين  في أوروبا.
في 1804 مع الانتفاضة الصربية 1804أصبحت المسالة الشرقية أكثر تعقيدا بسب نمو الروح القومية لدى رعايا الإمبراطورية العثمانية المسيحيين و الطموح إلى الحكم الذاتي (ولم الاستقلال ؟) وتطورها المتميز بسلسلة من الأزمات الدولية. عن الحروب الروسية-العثمانية التي أنتهت بمعاهدة بوخارست (28 ماي 1812) ضمنت لروسيا مكاسب ترابية أثارت مخاوف  المملكة المتحدة.
اشتدت هذه المخاوف عام 1833 لما بدا أن روسيا تسيطر سيطرة كاملة على الدولة العثمانية(معاهدة  أونكيار-سكيليسي Unkiar-Skelessi المعقودة يوم 26 جوان من نفس السنة). ولكنها أدت في آخر المطاف، بتأثير من بريطانيا، إلى التوقيع على معاهدة المضائق في جويلية 1841 التي أسست قاعدة للقانون الدولي لاستعمال المضائق.
في عام 1853 تحالفت فرنسا و المملكة المتحدة لمساعدة الترك (العثمانيين) ضد الروس أثناء حرب القرم . ثلاث سنوات بعدها، أجبرت معاهدة باريس(30 مارس 1856) روسيا على التخلي عن العديد من المطالب حيال العثمانيين. عندها وعدت القوى الأوروبية باحترام استقلال الإمبراطورية العثمانية وسلامة أراضيها و هكذا أصبحت المسألة الشرقية ،عندئذ ، مسالة دولية بالكامل.  يتبع...

ليست هناك تعليقات :