تصوير : مدونة تاج |
- الوندال من 440 إلى 535م
- البيزنطيون من 538إلى 630 م.
إذا صدقنا أقوال بعض المؤلفين،بنيت مدينة أوزيا،التي تقوم
على أطلالها مدينة أومال الحديثة(سور الغزلان)،في القرن 16 قبل الميلاد من طرف
مهاجرين قادمين من مدينة صور وبلاد الفينيقيين.
في القرن الثالث للميلاد كانت أوزيا
مستوطنة رومانية مزدهرة و غنية كما تبين ذلك العديد من الكتابات المنقوشة على
الحجر.
و في هذه الفترة ،بدون شك، بنيت المنشآت
الرومانية التي توجد أطلالها و بقاياها الواضحة للعيان، في إقليم العشائر السبعة
لدائرة أومال.
توجد
هذه الأطلال في مجموعها على خط يمتد من الشرق إلى الغرب وبالتوازي مع الخط الذي
توجد فيه المدينتان المهمتان :أومال(أوزيا)وسور جواب.(رابيديRapidi).
نجدها في جبال الناقة، أفول و الشلالة أي
في السلسلة الأخيرة الفاصلة بين التل والسهول العليا.
و هكذا على بعد 35كلم من أومال و بطريقة
محسوسة على نفس خط الطول تشاهد أطلال قريميدي(تسمية أطلقها الأهالي)،وتقع شمال عين
الطلبة،في جبل الناقة، قبيلة أولاد سيدي عيسى.بنايتان مقببتان يبدو أنهما خزانان
للمياه ما تزالان قائمين إلى اليوم.
وغير بعيد يوجد مثلث مرسوم بأكوام من
الصخور الفظة (غير مهذبة) في أغلبها، ولكن البعض منها تحتفظ بآثار لعمل الإنسان.
عثر في أحد أطراف هذا المستطيل،في شهر ماي عام 1886، على كتابة(لاتينية) تبدو مهمة.
و
بمواصلة السير نحو الغرب نجد الأطلال التي يسميها العرب القلالي(El-Guelali).
إن
المدينة نظرا لضيقها بسبب وقوعها على عرف صخري يبلغ طولها من الشرق إلى الغرب أكثر
من كيلومتر.تحتل موقعا مرموقا في الفج الذي يمنح الممر إلى واد الهم.نظرا لوقوعها
في السهل على الضفة اليسرى للوادي،بين جبل الناقة في الشرق و جبل أفول في الغرب
يتحكم موقع القلالي في الممر .يوجد القليل من الحجارة المصقولة على سطح الأرض،تغطي
الشظايا تلين اثنين صغيرين يشرفان على السهل . في بعض الأماكن تغطي السطح تربة
سوداء داكنة مكونة من الرماد : نعثر هنا على مطحنة رومانية في حالة
جيدة و قاعدة عامود.
على بعد مسافة قليلة توجد أطلال أخرى تدعى
شقرومية.
من قلالي إلى شلالة العذاورة لا توجد،على
منحدرات جبل أفول،سوى بعض بقايا لأطلال.
لقد كانت الشلالة بدون منازع المحطة
الرومانية الأكثر بروزا في دائرة أومال(ملحقة سيدي عيسى).
تحتل الأطلال موقع السوق العربية الذي
ينعقد في هذا المكان كل يوم خميس فوق نبع الشلالة الرائع.
لم تكتشف حسب علمنا أية كتابة، ولكن توجد
الكثير من آثار جدران و تيجان أعمدة وقواعد أعمدة و جرار ضخمة من الحجر.
اكتشفت قبور في عام 1885 من طرف عمال
عسكريين أرسلهم العقيد فيكس، قائد المقاطعة.
المدينة ضيقة بسبب وقوعها فوق حرف صخري و لا يزيد امتدادها من الشرق إلى الغرب
عن كيلومتر واحد.
تقع
الشلالة على نفس خط طول جواب (رابيدي) :بدون شك كانت توجد طريق رومانية تربط
بين هاتين النقطتين، وبالفعل بالسير نحو الشمال باتجاه سور جواب نعثر على العديد
من الأطلال لمنشآت رومانية نذكر من بينها أطلال واد المالحة و واد قطيرينة.تكثر
الأحجار المصقولة. وإلى الشمال من ذلك بقليل وإلى الغرب نجد الأطلال
المسماة كرمة أولاد بوزيان بالقرب من منابع كثيرة . ونجد نقوشا وكتابة على القبور ...
على بعد بضع كيلومترات إلى الغرب من هذه
النقطة، في القوامز، نجد الكثير من الأحجار المصقولة.كما يوجد في المنحدرات
الجنوبية لجبل آفور و جبل شلالة بعض البقايا اقل أهمية.
أخيرا، في سهل واد الهم و رافده الرئيسي
واد السبيسب نجد في بعض الأماكن المتفرقة توجد حجارة مصقولة، و لكن يبدو أنها
بقايا لمنشآت قليلة الأهمية، مثل أبراج للمراقبة، بدون شك، لمراقبة طرق الصحراء.
تصبح
الآثار أكثر ندرة في شرق الدائرة على الحدود مع عمالة قسنطينة.نذكر أطلال سوق
أولاد مسلم.و أسفل منها في الجنوب، في عين الكريعان، وسط صخور من الحجر الرملي،
بقايا لبيت بتيجان ( (chapiteauxو أعمدة.
و أخيرا في السهل ،في أولاد سيدي هجرس،ما
تزال بقايا غامضة لبنايات أصلها مريب و هي قليلة الأهمية.
ولا نعلم أن أي أثر للاحتلال الروماني قد
اكتشف في دائرة أومال على الضفة اليمنى لواد السبيسب أو واد الهم.
حسب المؤرخين ،كان في مدينة
"أوزيا" في بداية التاريخ الميلادي حصن مخرب. وبالقرب من هذا الحصن،في
عهد تيبار(Tibère)، باغت القنصل دولابيلا (Dolabella) عصابات الثائر الأهلي تاكفاريناس وهزمها هزيمة تامة.
يقدر أن هذه المعركة جرت في العام 19
ميلادية.
لقد جاء "تاكفاريناس" ، الذي
ألحق الهزائم بالقوات الرومانية في المنطقة الممتدة بين الصحراء، قسنطينة، سطيف، و
الساحل، جاء، على ما يقال، لاحتلال الغابات الكثيفة المحيطة آنذاك بأطلال حصن
أوزيا.
بعد أن أخبر من طرف جواسيس بالموقع الذي
احتله تاكفاريناس، انقض القنصل "دولابيلا" بغتة على معسكر الثائرين وهزمهم هزيمة تامة وصنع فيهم مجزرة كبيرة. بعد أن قاتل تاكفاريناس ببسالة كبيرة،لم
يرغب في الحياة بعد الهزيمة التي مني بها لقي حتفه في خضم المعركة.
يتبع
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق