الخميس، 17 أبريل 2014

اليونيسكو و التراث العالمي

تدل عبارة " تراث ثقافي عالمي للإنسانية " على أبنية و مناظر طبيعية فريدة من نوعها على سطح كوكب الأرض و تحظى بحماية خاصة جدا.و تقوم منظمة الأمم المتحدة للتربية العلوم و الثقافة طبقا لمقاييس صارمة، بتعيين ما يشكل جزءا من التراث العالمي المشترك و ما ليس منه. و ليس جديرا بالتسجيل في قائمة الممتلكات الثقافية للإنسانية سوى الروائع الفنية الفريدة من نوعها و التي لها تأثير على كبير على تطور الهندسة المعمارية « أو تمثل شهادة لا مثيل لها على ثقافة مندثرة".
  و قد حدثت الشرارة الأولى التي أيقظت الضمير الثقافي الجماعي عام 1960 و هي بناء سد أسوان، عندما هدد النيل بغمر معابد أبي سنبل.و قد أدركت المجموعة الدولية أن تلك المعابد لا تهم مصر فقط بل تشكل جزءا من الذاكرة الجماعية للإنسانية و لم يكن ممكنا تعويضها.و قد مكن عمل جماعي لا مثيل له في التاريخ من إنقاذ تلك المعابد.
في عام 1972 وقعت 129 دولة على الاتفاقية الدولية حول التراث الثقافي و الطبيعي للعالم.و بموجب تلك الاتفاقية، تتعهد الدول الموقعة بحماية الممتلكات الثقافية المحصاة على إقليمها و المساهمة في إنقاذ تلك الموجودة في بلدان أخرى، بتقديم مساعدات مالية و تكوين أخصائيين و منح التكنولوجيا.و تقوم اليونسكو، كل سنة، بوضع قائمة جديدة للمعالم الطبيعية و الثقافية الفريدة من نوعها.و زيادة على ذلك يقوم، المتعاونون بجمع كل المعلومات عن حالة المعالم و جمع الأموال الضروريـــــــــــة لحمايتهـــــــــــــــا و إنقاذها.و يخصص لذلك الغرض مبلغ 250 مليون دولار سنويا.
و في عام 1992 أنشأت اليونسكو مركزا للتراث في باريس، و قد وضع أول مدير له (و هو ألماني) نصب عينيه مواصلة المجهودان للحد من الأخطار التي تهدد التراث العالمي و التي تتمثل خـــــــــــاصة في التلـــــــــــــــــوث و التغيرات المناخية و الحروب الأهلية و السياحة الجماهيرية و النمو الديموغرافي.
و إذا لم تنجح اليونسكو في مدينة "دوبروفنيك" العتيقة في كرواتيا فإنها نجحت في أماكن أخرى، إذ عارضت بنجاح بناء مصنع للألمنيوم قرب معبد " أيولون" في " دلفس"  باليونان و حالت دون ترشيح مدينة البندقية للمعرض العالمي عام 2000.
Janet  SHAYAN
  N °2-Mars –Avril 1993 Scala
ترجمة :  كاتب مدونة تاج
  نشر في جريدة "صوت الأحرار" يوم 10نوفمبر1998.

ليست هناك تعليقات :