بين الخطاب السلطوي في الجزائر في أعلى المستويات من جهة و الممارسات
الميدانية في هذه الجزائر العميقة توجد مسافة كبيرة وهوة سحيقة بل و تناقض
صارخ . هذا إذا صح فهمنا لخطابات السلطة العليا في البلاد و خرجاتها
الإعلامية بأنها خرجات تضامن و تعاطف . أقول " إذا صح " لأن بعض الخطابات
و الخرجات تحتمل التفسير بالشيء و بضده في آن واحد أي
بالنقيضين. فما المفور و ما السبب ؟
من بين الميادين الرئيسة في هذه الحرب العجيبة الجارية في هذا الجزء من الجزائر نجد ميدان السكن. ففضلا عن الطرد من المسكن هناك الإقصاء و الحرمان المتكررين على امتداد 42 عاما متواصلة ما أدهش الناس و جعلهم يتساءلون
عن السر و السبب. ثم جاء المنح المسموم. وبعد هذا المنح المسموم نحن الآن في
مواجهة المزيد من التسميم و التنغيص المستديم.
ليطمئن القارئ الكريم أن كل كلمة في هذا المقال
المتواضع لها ما يقابلها من الملموس في أرض الواقع . و إن هذا لقليل
من كثــير.
و لا يليق بمقام السلطات العليا في البلاد أن تقول أنها لا تعلم
بالأمر أو أن توجه أصابع الاتهام في هذا الشأن أوغيره إلى أي طرف مهما كانت
سطوته . و هي تعرف لماذا .
الفيديو التالي يبين جزءا يسيرا من الإطار الذي نعيش فيه : نحن في قلب ورشة لبناء عمارات جديدة في الحي بنفاياتها ، غبارها و ضجيجها و التنغيص اليومي .
الوالي عاين الورشة و لكن دار ابن لقمان يقين على حالها .