السبت، 5 يوليو 2014

من هو بوبراتر (بوبريط ) ؟

هذا العمل هو جزء من دراسة أنجزها المرحوم مصطفى لشرف حول ثلاث مراحل من تاريخ الجزائر هي : 
  1. مرحلة المقاومة المنظمة.
  2. مرحلة المقاومة الشعبية.
  3.  الثورة التحريرية 1954 - 1962
نشرها عام 1987 ركز خلالها على العنف الإستعماري الذي تعرض له الشعب الجزائري في تلك الفترات. ترجمته قبل أكثر من عشرين عاما !
أضع هذا العمل بين يدي القراء أملا في الإفادة و النقاش المسؤول ، المثمر و البناء.
 من هو بوبراترBeauprêtre (أو بوبريط)  ؟
فرنسي تطوع في الزواف عام 1839 و عمل للحصول على مستوى التعليم الابتدائي الذي كان ينقصه لأنه بدأ حياته عاملا في صقل الحجارة في الدويرة نواحي مدينة الجزائر و لم يحصل على أولى رتبه العسكرية كمساعد إلا عام 1846 في " المكاتب العربية " في مقاطعة أومال ( سور الغزلان - ولاية البويرة) ، ثم عمل على التوالـــي رئيســــا لمكتب عربـــــــي في ذراع الميــــزان  و دلس. ويعود الفضل في ارتقائه في سلم الحياة العسكرية إلى المجازر التي ارتكبها  في مسرح عملياته في بلاد القبائــل بــل و خارجها حيث كنا نسمع في طفولتنا حتى في القرن العشرين عن  أعمال " بوبريط " الفظيـــعة إذ وصل صداها إلـــى سهــول الحضنة العليـــــا .
جرى تقدمه  في الحياة العسكرية  بإمداد  كبير بضربات خسيسة و أعمال فظيعة  في مسرح عملياته القبائلي بل و ما وراء ذلك ،إذ ، في طفولتنا و بعدها في سنوات 1940 ، كنا نسمع من حولنا قصصا عن عمال "بوبريط"  الفظيعة الذي وصلت ذكراه إلى غاية  سهول الحضنة  العليا .
ثم عين قائدا لفيلق بعد إحدى "انجاز عسكري" وصفه المعجبون به بأنه " تقتيل دموي " . و جرى  الحديث  عن "الرعب الذي يبعثه في الخصم"، مع العلم أن هذا الخصم ليس المقاتل الجزائري ،بل هو الفلاح الأعزل.وبطريقة شديدة الغرابة ،بداية من سنة 1859، كان مارتينبراي Martimprey ، نائب الحاكم العام للجزائر،يقارنه ب مونتانياك  Montagnac أي خمس سنوات ، قبل أن يلقى نفس المصير الذي لقيه ذلك العقيد الشهير الذي سقط في معركة سيدي إبراهيم (قرب الغزوات عام 1843).
في "الكتاب الذهبي" المخصص لضباط "الشؤون الأهلية لجيش إفريقيا " كتب الرائد "  بيروني "Peyronnet  عام 1930 لتمجيد الذكرى المائوية للجزائر الفرنسية من خلال أفضل عيناتها البشرية  لم يجد شيئا أفضل من الدفاع  عن ذكرى هذا الفرد عن طريق تبرير أعماله الهمجية :
" اتهم  البعض بوبراتر  بالقسوة و كان الكثير من رفاقه  يلومونه على الكثير من أفعاله...و لكن النتيجة التي حققها و الاسم الذي تركه تبين أن الطريقة (التي طبقها) كان فيها شيء جيد."
 ولم يبخل  ضباط آخرون...  بالثناء والإطراء على هذا الجلف (الفظ).في هذا الصدد كتب ن. روبان :" لم يكن بوبراتر يتمتع بمستوى تعليمي كبير و صحيح أنه ارتكب عدة عمليات تقتيل دون محاكمة ولكن عندما نكون في حرب  مع سكان خبثاء فإن الرفق لا مكان له ، ينبغي بث الخوف . في فترة اضطرابات مثل تلك التي عاشها عندما كان في بلاد القبائل فإن قطاع الطرق الذين يلقي عليهم القبض في كمين لا يرسلون إلى مجلس الحرب (المحكمة ) لأنهم سيبرؤون ".
المنطق الغريب لروبان أنساه أنه يخدع  نفسه  عندما يتحدث عن "حرب مع سكان " عوض الحديث عن حرب مع مقاتلين . و عندما يقول بأن " قطاع الطرق " هؤلاء ستبرئ  المحكمة ساحتهم  فإنه لا يفكر بأن الأمر لا يتعلق ،  بالتأكيد ،بقطاع طرق و لصوص سيدينهم مجلس الحرب  الفرنسي  بدون شك  و لكن الأمر يتعلق بفلاحين معادين بالتأكيد  للاحتلال الأجنبي ( ...) .
إن الخلاصة التي وصل إليها الكاتب نفسه  بقوله " لم نتمكن من العودة إلى الأساليب العادية للعدالة إلا بعد الإخضاع الكامل والجدي للبلاد " نجدها بعد قرن  من الزمان على ألسنة  الضباط الجلادين أنصار الإعدام بدون محاكمة الذين كانوا يتبارون أمثال ماسو ، بيجار ، مونتـــانياك و شركائهم . و لنتذكر أن مونتانياك أيضا كان بصف قوانين ومحاكم بلاده بالسخافات عندما تتمكن من منعه من أخذ حمامه الدموي اليومي .
أما الجنرال "دي باراي" الشغوف بسمعة بوبراتر المرعبة  فيذكر هذه الشخصية المرعبة مرتين في مجلديــن اثنيـــن  مختلفيــــن بنفس العبارات (...) : " في واحد من هذه المواقع ( جبال جرجرة) الذي كان تابعا لأومال (سور الغزلان ) و المسمى  بذراع الميزان، نصب مساعد يدعى بوبراتر . لم  يكن  بوبراتر متعلما و لكنه في هذا الموقع كشف فجأة عن فطرته الحربية. و في بضعة أشهر ذاع صيته في بلاد القبائل  كلها و أصبحت النساء تخوفن أبناءهن بالقول "ها هو بوبراتر قد جاء "....و يكتب بعد سنوات من ذلك يعود إلى هذه الإشارة التي يبدو أنها بهرته بطابعها المفزع قائلا : " إنه صورة حقيقية للجندي الإفريقي. لقد أصبح هنا (في ذراع الميزان )...أكثر من ملك ...لقد أصبح يوحي برعب كبير حتى أن النساء القبائليات كن تسكتن أبناءهن  بالقول : " اهدأ و إلا ناديت بوبراتر !". و أمام هذا الاسم المرهوب الجانب  أصبح  الجزائري خاضعا مثل أبيه . لقد تعلم بوبراتر ألا يشك في أي شيء  و مثله مثل الماريشال بليسييه كان يؤمن بشهرة  اسمه التي لا تقاوم".
و سواء تعلق الأمر ببوبراتر أو بليسييه  فإن المرجعية أو لفظ المقارنة يفرض نفسه عند ذكر بليسييه الاختصاصي و الخبير في شؤون المحارق الإجرامية  الذي يعد الاستيلاء الدامي على الأغواط في عام 1825 آخر مآثره  و الذي خلف آلاف القتلى (المدنيين) و الذي صادف في نفس السنة القمة المروعة التي بلغتها أعمال الرعب لبوبراتر في بلاد القبائل في مطاردة بوبغلة. و بالتحديد عندما كان في طريقه في أثر بليسييه إلى الجنوب حيث كانت الأعمال القمعية موجهة ،على ما يبدو، لإعادة وطنيين آخرين كان يطلق عليهم اسم " قطاع طرق" "جادة الصواب". لقد  لقي مصرعه  بطريقة عنيفة  في معركة لم يفكر فيها أبدا لأنها كانت تختلف عن المخاطر التي تعود عليها كمنفذ لأعمال دنيئة و كجلاد مطارد لسكان عزل من السلاح و وإحراق القرى.
مصطفى لشرف. 1987.
ترجمة : كاتب مدونة تاج.
                          يتبع : مقتل بوبريط ( بوبراتر)
تحصينات في أومال (سور الغزلان) .  هنا عمل  بوبريط . تصوير: مدونة تاج

ثانوية على قارعة الطريق

ورشة بناء ثانوية بواد البردي ، ولاية البويرة.

 تصوير: Katebtageblog . ديسمبر 2014.

الجمعة، 4 يوليو 2014

ثانوية حيزر : كل يوم إلى الخلف.

واصلت ثانوية حيزر (10 كيلومترات شرق مدينة البويرة) طيلة هذا العام الدراسي 2013- 2014 مسيرتها إلى الوراء .
في العام الماضي سيرها مدير من مآثره أنه كان يجر من أذنه من طرف مراقبة ل "يزور" أستاذا مرتين في يومين متتابعين و يأمر بالخصم من الراتب قبل حدوث الغياب.
نقل هذا "المدير" إلى ثانوية أخرى و عين على رأس ثانوية حيزر  نائبه  للدراسات.
نائب المدير للدراسات هذا  شخص لم يتوان عن شهادة الزور و احتجاز الرسائل والتقارير الموجهة من بعض الأساتذة،عن طريق السلم الإداري ،إلى مدير التربية  لولاية البويرة.
يضاف إلى هذا نشاط طائرة بدون طيار تسير على قدمين أمسكت الثانوية من قرنيها وتتعقب و تراقب بعض الأساتذة في الثانوية.
و ما هذا إلا قيض من فيض.

منظر : بناية من عهد الاحتلال

دار بلدية عين بسام . تصوير : مجلة الهاشمية . جوان 2014 .

انفجار شمسي

اندفع شلال  شمسي  مذهل من الشمس، يوم31 ديسمبر  2012،  في شكل ملتــو وراقص.
أضاف التعليق بالعربية كاتب مدونة تاج (Katebtageblog)
دفعت القوى المغناطيسية دفق البلاسما و لكن تلك القوى لم تكن كافية للتغلب على جاذبية الشمس و لذلك عاد الجزء الأكبر من البلاسما ليسقط على الشمس.
ركبت صورة الأرض في هذه الصورة لمنح القراء فكرة عن المقياس.
يمتد طول الشلال الشمسي الظاهر على يسار الصورة إلى مسافة تقدر بحوالي 160.000 ميل إلى خارج الشمس .وبما أن  قطر الأرض يبلغ حوالي 7.900 ميل فإن هذا الانفجار الصغير نسبيا يعادل حوالي 20 مرة قطر كوكبنا.
ترجمة : كاتب مدونة تاج:(Katebtageblog) 
نشر من قبل في مدونة http://tage.over-blog.net