الأحد، 15 يونيو 2014

انطلاق عمليات تصحيح أوراق امتحان البكالوريا دورة جوان 2014

انطلقت اليوم في مدينة البويرة ،على غرار كل ولايات القطر الجزائري، عملية تصحيح أوراق امتحان البكالوريا دورة جوان 2014.
في ولاية البويرة اختيرت ثانوية محمد الصديق بن يحي الواقعة في مدينة البويرة، لتكون مركزا  للتصحيح.
خصص نهار اليوم لإعداد و مناقشة سلم التنقيط . و فد اتسمت العملية ، حسب ما لوحظ  في عين المكان  في مادة  التاريخ  و الجغرافيا بالحمــــاس  و روح  المسؤولية. 
تجدر الإشارة ، من جهة  أخرى ، إلى وجود بعض النقاط المشتركة في تنظيم عملية التصحيح و تنظيم امتحان البكالوريا لهذا العام ...

الجمعة، 13 يونيو 2014

البيئة (الجزء الثاني) : التغير الشامل.

3- التغير الشامل (Global change )

 يعني اللفظ الانجليزي global change التغير الشامل ; و هي مجموعة من الاضطرابات سببها الإنسان وتمس كل المحيط الحيوي أو جزءا هاما منه .تعكف الكثير من البرامج الدولية على هذا الموضوع الذي يتضمن ثلاثة قضايا رئيسية : مفعول البيت البلاستيكي، طبقة الأوزون و الأمطار الحمضية.

 -1   مفعول البيت الزجاجي Effet de serre :
يحرر استعمال الوقود الأحفوري (الفحم،البترول،الغاز الطبيعي) في الجو جزءا من الكربون الذي كان مخزنا تحت الأرض في شكل كربون متحجر.  بقي مضمون الغلاف الغازي من غاز الكربون، على ما يبدو، مستقرا طيلة قرون و قدر ب 290 جزء في المليون ppm .و ارتفعت منذ حوالي1850 و هي اليوم 350 ج ف م.يترتب عن هذا التغير الكبير تغييرات في الحالة العامة للبيوسفير (المحيط الحيوي)،و يؤدي بالخصوص إلى تضخم مفعول البيت الزجاجي . وهكذا ، ارتفع متوسط حرارة سطح الأرض ، منذ عام 1850 بما يقارب درجة سلسيوسية واحدة.ويتوقع المختصون أن ارتفاع الحرارة في ظرف قرن سيتراوح بين درجتين و ست درجات سلسيوسية ، إذا استمر مضمون الغلاف الغازي من غاز الكربون على هذه الوتيرة .
إذا لم يقم الإنسان أو المجتمع الدولي بأي شيء للقضاء على إصدارات غاز الكربون ،فإن ذوبان جزء من جليد القطبين سيؤدي إلى ارتفاع مستوى البحار (بما يقدر ب 80 مترا  في عام 2100)،و سيؤدي هذا إلى غمر مناطق ساحلية،بعضها شديد الاكتظاظ بالسكان .في باريس مثلا، لن تنجو من الغمر سوى أبراج أو صوامع كاتدرائية  نوتردام .سيضطرب نظام المطر و ستتحول مناطق صالحة للزراعة في الوقت الراهن مثل سهول الغرب الأوسط في أمريكا إلى صحاري من الغبار.و ستندثر الكثير من الحيوانات و النباتات غير المتكيفة مع درجات الحرارة المرتفعة أو ستتحتم عليها الهجرة نحو مناطق أكثر توغلا في الشمال.
غاز الكربون ليس الغاز الوحيد القادر على مضاعفة مفعول البيت البلاستيكي.فالميثان الذي الناتج من التحلل العضوي اللاهوائي (حقول الأرز،التربة، المفرغات décharges) و التخمر الميكروبي للطعام في الجهاز الهضمي للحيوانات الأليفة animaux d’élevage ،إضافة إلى الفلوروكلوروكربون ( (CFC  ، لها نفس المفعول و يجري نفثها هي الأخرى في الغلاف الغازي بكميات متزايدة.
إن ارتفاع كمية غازات البيت البلاستيكي هذه مرتبطة من جهة بارتفاع عدد سكان العالم و من جهة أخرى بتطور التقنيات الصناعية و بالحاجيات التي تتطلبها.

2- طبقة الأوزون :
يوجد في طبقة الستراتوسفير على ارتفاع حوالي 40 كلم من سطح أرض طبقة أوزون (O3)تشكلت من تفاعلات فوتوكيميائية (ضوئية- كيميائية) : و تركيب من الأوكسجين الجزيئي (O2)و الأوكسجين الذري  المحرر من طرف الإشعاع الشمسي.توقف طبقة الأوزون هذه جزءا كبيرا من الأشعة فوق البنفسجية و بدونها لن يكون أي نوع من الحياة ممكنا على سطح الأرض . لوحظ  تقلص مقلق لكمية الأوزون فوق أنتاركتيكا(القارة القطبية الجنوبية) بين 1970 و 198 .إن هذا التدمير للأوزون مرتبط باستعمال مركبات تقوم على الفلور والكلور ،في مختلف الصناعات (التكييف،التبريد،المذيبات،البخاخات) -أشهرها هو الفريون Fréon- الذي يدعى عامة بالكلوروفوروكربون ( (CFC. يتراوح مدى حياة CFC  بين 60 و 120 سنة .ترتفع إلى طبقة الستراتوسفير حيث . أين تفككها أشعة الشمس فتحرر الكلور  الموجود فيها فيقوم هذا يرد الفعل بتخريب جزيئات الأوزون .يستطيع كل جزيء من الكلور أن يدمر 100000 جزيء من الأوزون دون أن يندثر.
يؤدي  التعرض لكميات من الأشعة فوق البنفسجية أكبر من الكمية العادية إلى نتائج مضرة بالحيوان و النبات. تبطيء الأشعة فوق البنفسجية عملية التمثيل الضوئي،و تضر بنمو البلانكتون النباتي في المحيطات ويبدو،على الأقل جزئيا، أنها مسئولة عن ظواهر بقيت لوقت طويل غامضة مثل الاندثار التدريجي للضفادع والسحليات المنقطة. أما عند الإنسان فإن الآثار الأكثر وضوحا للأشعة فوق البنفسجية، هي زيادة عدد حالات سرطان الجلد و cataractes و انخفاض نشاط نظام المناعة الذي يتدخل خاصة في مقاومة الأمراض المعدية.
لم يعد ثقب الأوزون مقتصرا على أنتاركتيكا .فقد بدأ في الظهور بطريقة فصليه فوق مناطق آهلة بالسكان في العروض الوسطى لنصف الكرة الأرضية الشمالي . بالنظر إلى الخطر، تخلت الكثير من البلدان عن إنتاج CFC كما تخلت عن استعماله و منعته.
وهذا المنع  موضوع اتفاقية دولية ،تعرف باسم ببروتوكول مونتريال وقعت سنة 1986 .غير أن هذه المواد باقية في الستراتوسفير لعشرات السنين و سيستمر تناقص طبقة الأوزون .و يبقى السؤال : هل سيكون المحيط الحيوي ،على المدى البعيد ،قادرا على القضاء على انعكاسات هذا العمل الإنساني ؟.

3- الأمطار الحمضية :
الأمطار الحمضية مثل مفعول البيت الزجاجي،ناتجة عن استعمال الوقود الأحفوري .عن طريق نفث أو إصدار ديوكسيد الكبريت (أو الغاز الكبريتي) ،أو أوكسيد الأوزون في الغلاف الغازي أثناء الاحتراق في محطات إنتاج الطاقة الكهربائية من الحرارة،مراجل التدفئة المركزية أو المركبات ذات المحرك.
مع وجود الأشعة فوق البنفسجية الشمسية،تتفاعل هذه المواد مع بخار الماء الموجود في الغلاف الغازي ومع مؤكسدات مثل الأوزون ، فتتحول إلى حمض كبريتي و حمض آزوتي .يجري نقل هذين الحمضين، بواسطة التيارات الهوائية، بعيدا عن مكان إنتاجهما.فتترسب هذه جزيئاتها و تتراكم فوق أوراق الأشجار، ثم يغسلها المطر أو الثلج. يؤدي هذا الغسل إلى ارتفاع درجة الحموضة في التربة.
تقاس الحموضة بتحديد ال ph  ) كمون الهيدروجين:  Potentiel hydrogène) و يكون ph أخفض كلما كانت الحموضة مرتفعة .للأمطار العادية Ph متوسط قدره 5.6 . و بالتعريف، فإن الأمطار الحمضية هي تلك التي يقل كمون الهيدروجين فيها عن 5.6 .في شمال غرب أوروبا يقدر ال Ph  المتوسط للأمطار  في الوقت الراهن ب 4.3 و قد سجل في الولايات المتحدة ph ب 2.3  و هو معادل ل ph  الخل.
إن مصدر الأمطار الحمضية مثال عن التلوث الذي لا يعرف الحدود. أصل الأمطار الحمضية التي تضر بالمياه العذبة في جنوب النرويج وتسبب اندثار الأسماك هو المناطق الصناعية في ألمانيا وانجلترا و تلك التي تسبب سقام (مرض) غابات الحور السكري érables à sucre في كيبك هي قادمة من شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية . تحت المعادن ،و تتلف المباني ،تدمر النبات و تؤدي إلى حموضة البحيرات فتندثر أسماكها كما تعطل نمو الأشجار و هي مسئولة، على الأقل جزئيا، عن مرض الغابات الحاصل في أوروبا و أمريكا الشمالية.
                                                                                          يتبع  التلوث المحلي Pollutions localisées

الغابة تريد أن تعيش

تغطي   الغابات 40 % من مساحة اليابس و لا تغطي الغابات المدارية  منها  سوى 07 % من الأراضي  و لكنها  تضم أكثر من نصف الأنواع  النباتية  و الحيوانية  المعروفة على سطح  الأرض، و فيها تعيش عشرات  الآلاف من النبــاتات الطبيـــــــــة المحتملة  التي لم  يدرس  منها  الباحثون سوى   01 %.
تفقد الأرض كل ثلاث سنوات ما بين  35 و 45 مليون هكتار من الغابات المدارية و بذلك تفقد الأرض مخزنا حيويا كبيــرا. و أكثر من ذلك، إن اندثار الغابة المدارية معناه فقدان حماية طبيعية ضد التصحر و انجراف التربة و خسران منظم لمناخ العالم. مع العلم أنه إذا جرى استغلال الغابة المدارية بعقلانية فإنها ستكون مصدرا لا ينضب للمواد الأولية...
 يعيش في المناطق المدارية أكثر من 1.2 مليار نسمة و يؤدي الازدياد السريع للسكان إلى ازدياد الحاجة إلى الخشب و إلى المزيد من المساحات الصالحة للزراعة، ثم إن تلك البلدان بحاجة إلى أموال للتقليل من تضخم ديونها.، و يمثل الخشب مصرا لجـــزء هــــــام مــــن  مداخيلها. و تستورد أوروبا  لوجدها 40 % من الأخشاب المدارية  المسوقة.
و تعد تربة الغابات المدارية من أقل الأتربة خصوبة في العالم، فالعناصر المغذية فيها أقل بكثير مما في بعض الأتربة الصحراوية، و إذا نبتت فيها نباتات كثيفة و ازدهرت فلأن مدد النمو التحلل تتابع بسرعة كبيرة جدا، فبمجرد ما يموت النبات يتحول إلى دبال تنبت فيه البذور الجديدة. أما إذا قطعت أشجار الغابات المدارية فلن يبقى بعدها غير تربة عقيمة، تستغرق عودة  القليل من الخصوبة إليها قرنا من الزمن.
إن كل شجرة تقطع تسلب من الغابة مادة مغذية لا تستطيع التربة أن تمنحها لها أو تعوضها.
المصدر :
عن فليكس ر.باتولي من مجلة "SCALA ".
 ترجمه مدونة تاج
نشر ،لآول مرة ، في جريدة الشعب الجزائرية (في 1998).

الخميس، 12 يونيو 2014

مؤتمر بوتسدام (جويلية-أوت 1945)

هو مؤتمر جمع رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ، اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية والمملكة المتحدة عقب استسلام ألمانيا في نهاية الحرب العالمية الثانية.انعقد في بوتسدام  Potsdam  بالقرب من برلين ، من 17 جويلية إلى 2 أوت 1945، بغرض تحديد و تطبيق الاتفاقيات التي توجت مؤتمر يالطا . مثل الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس س.هاري ترومان و الاتحاد السوفياتي جوزيف ستالين.أما بريطانيا العظمى(المملكة المتحدة) فقد مثلت من طرف ونستون تشرشل الذي خلفه ،خلال شهر جويلية 1945،كليمنت آتلي. عالج المؤتمر بصورة رئيسية الوضع في أوروبا و معاهدات السلام المقبلة.
كانت ألمانيا بالدرجة الأولى، هي محل اهتمام المشاركين ، تقرر نزع سلاح ألمانيا و تسريح الجيش وكذلك محاكمة  مجرمي الحرب. وكان هناك أيضا مشروع لإزالة الروح النازية أي تحطيم الحزب الوطني الاشتراكي و إقامة الديمقراطية. و فضلا عن ذلك كان يجب أن يعاد تنظيم اقتصاد البلاد .كما كان على ألمانيا أن تدفع 20 مليار دولار كتعويضات . و لم تعتبر الحدود الألمانية - البولونية ، المحددة بخط (نهري) أودر– نايس إلا حدا مؤقتا . فيما يخص الحرب في المحيط الهادي ، قبل الاتحاد السوفياتي أن ينضم إلى القوى الغربية للمطالبة  باستسلام  اليابان.
غير أن بعض المشاكل لم تجد الحل ،فالغربيون رفضوا لستالين وصاية على ليبيا و حق الرقابة على المضيقين التركيين (البوسفور والدردنيل).فضلا عن ذلك ، لم تطبق رقابة الحلفاء على الحكومات الأوروبية ، بناء على  "إعلان عـــن أوروبــــا المحــررة "، سوى في بلغاريا  و رومانيا.
فيما يتعلق بنهاية الحرب، تغلبت فكرة التنسيق بين الحلفاء.و هكذا ،كان يجب أن تعقد معاهدات السلام مع دول المحور بواسطة مجلس لوزراء الخارجية ،مشكل من ممثلين عن أمريكا ،بريطانيا،الاتحاد السوفياتي ،فرنسا و الصين.
اعتبر مؤتمر بوتسدام نجاحا ، مع أن عددا من الاتفاقيات المترتبة عنه لم تحترم أبدا بفعل العلاقــــات المتـــأزمـــة  أكثر  فأكثر  بين الاتحاد السوفياتي  و أوروبا الغربية.
المصدر :
" Potsdam, conférence de." Microsoft® Encarta® 2009 [DVD]. Microsoft Corporation, 2008.
ترجمة: كاتب مدونة تاج

الأربعاء، 11 يونيو 2014

جراحة تاريخية

هي حرب و ، من زاوية أخرى، معركة بدأت في ثلاثينيات القرن التاسع عشر بطريقة تقليدية و لكنها، منذ النصف الثاني من القرن التاسع، أخذت منحى آخر. لماذا وكيف ؟
الأمر يدفع إلى الاعتقاد بأنهم أدركوا أنهم راحلون من هنا، طال بهم الزمن هنا أم قصر. كتاباتهم و مضامينها توحي بأنهم كانوا يكتبون للأجيال القادمة من أهل البلاد، لجزائريي المستقبل. لقد زرعوا في تلك الكتابات و الخرائط ألغاما من نوع خاص و نفخوا  من شاءوا وما شاءوا كما بتروا ما شاءوا.
إنها عمليات جراحية من نوع خاص والجراحة " بتر" و" زرع " كما هو معلوم .
البعض منهم " تنبأ " بمشاكل نحن نعيشها اليوم ولكن لا ينبغي الاندهاش : لقد عرفوا هذا المجتمع بكل مكوناته وزرعوا ألغامهم المؤقتة ذات المفعول السام .
 ومن آثار هذه الألغام السامة الموقوتة هذا العداء للتاريخ حتى في شكله المدرسي. وعندما ندرك أن التاريخ يفيد في فهم الحاضر ندرك سبب هذه الكراهية.
تجدر الإشارة، بعيدا عن أية مبالغة، أن منطقة القبائل و بعض تخومها حضيت بحصة الأسد من ذاك  الاهتمام و تلك الألغام.
و الحرب مستمرة .