الخميس، 19 يونيو 2014

ظروف قيام الجمهورية الجزائرية

ظروف قيام الجمهورية الجزائرية :

السلام في الجزائر . وقف إطلاق النار.
مصدر الصورة : موسوعة Encarta.

  • التوقيع على اتفاقيات إيفيان يوم 18 مارس 1962 و توقيف القتال يوم 19 مارس 1962.
  • انعقاد مؤتمر طرابلس من 27 ماي إلى 04 جوان 1962
  • جوان 1962 اشتداد النشاط الإرهابي لمنظمة الجيش السري (OAS) لابطال وقف القتال و عرقلة الاستفتاء على الاستقلال.
  • استفتاء 01 جويلية 1962 لتقرير المصير . النتيجة 99.72 من الأصوات قالت نعم للاستقلال و التعاون.
  • الاعتراف الفرنسي باستقلال الجزائر يوم 03 جويلية 1962.
  • إعلان الاستقلال يوم 05 جويلية 1962
  •  تكوين الجمعية التأسيسية برئاسة فرحات عباس في شهر سبتمبر 1962 و انتخاب أحمد بن بلة أول رئيس للجمهورية الجزائرية يوم 25 سبتمبر.

الاختيارات الكبرى لإعادة بناء الدولة الجزائرية :

  • نداء أول نوفمبر 1954 نص على أن الهدف من إعلان الكفاح المسلح (الثورة) هو بناء دولة ديمقراطية اجتماعية في إطار المباديء الإسلامية .
  • ميثاق الصومام (20 أوت 1956) نص على أن بناء دولة ديمقراطية اجتماعية في إطار المباديء الإسلامية لا يعني إقامة دولة لاهوتية.
  • برنامج  طرابلس 19 جوان   1962 و الاختيارات الكبرى :
انعقد المؤتمر بين 27 ماي و 04 جوان 1962 في طرابلس عاصمة ليبيا. صدر عنه بيان طرابلس يوم 19 جوان 1962 و يعرف كذلك باسم برنامج طرابلس. تعرض بالانتقاد لاتفاقيات إيفيان و وجاء فيه انه بالرغم من تحقيقها للهدف الرئيســــي من الكفــــــاح المسلــــــح و الاستقلال السياسي إلا أنها تنطوي على عيوب يجب استدراكها عند الاستقلال.


الاختيارات السياسية 
·         الجزائر دولة ديمقراطية عصرية تحكمها البروليتاريا.
·         نظام الحزب الواحد (حزب جبهة التحرير الوطني)
·         محاربة الاستعمار و الامبريالية و دعم الحركات التحررية.
·         الدعم الفعال للسلم و التعاون الدولي.
 الاختيارات الاقتصادية :
·         الاشتراكية أسلوبا للتنمية الوطنية الشاملة
·         محاربة الاحتكارات و الإقطاعية.
·         مراجعة العلاقات الاقتصادية مع الخارج و بنائها على أساس التعاون العادل .
الاختيارات الاجتماعية :
·         رفع مستوى معيشة السكان بتطوير الريف .
·         تحسين الخدمات الاجتماعية(الصحة، التعليم، الشغل).
الاختيارت الثقافي :
·         استعادة الثقافة الوطنية و إعطاء اللغة الوطنية مكانتها.
·         ترسيخ القيم الوطنية.

المشاكل التي اعترضت الدولة الفتية :

   مشاكل سياسية :
·         الصراع على السلطة إلى حد الاقتتال في صيف 1962.
·         القيود الواردة في اتفاقيات إيفيان
·         مشاكل حدودية مع الجيران.
مشاكل اقتصادية:
·         انعدام القاعدة الصناعية و طغيان الطابع الاستخراجي.
·         ضعف البنية التحتية
·         سيادة الزراعة التجارية
·         فرار المسيرين الأوروبيين و تهريب الأموال.
·         تبعية الاقتصاد الجزائري للاقتصاد الفرنسي.
في هذه الظروف أمم  بنك الجزائر و اصدرت عملة وطنية (الدينار ) في جانفي 1963.
أممت أراضي المعمرين فأصبحت مسيرة ذاتيا بموجب قانون 23 سبتمبر 1963.
انشئت   شركة  سوناطراك في 1963 لتشرف على وسائل نقل البترول و تسويقه ، من بين شركات أخرى.
مشاكل الاجتماعية:
·     ارتفاع  عدد   الشهداء ،المعطوبين ،الأيتام ، الأرامل  و عودة اللاجئين.
مشاكل الثقافية:
·         95 بالمائة من السكان أميون.

البيئة (الجزء الثالث): التلوث المحددة مواضعه

 4- التلوث المحددة مواضعه  (Pollutions localisées)

إلى جانب التلوث الذي يصيب كل كوكب الأرض تقريبا، يوجد عدد كبير من أصناف التلوث، محلية نسبيا، ولكن نطاقها يتسع أكثر فأكثر.

1- تلوث الهواء :

ظاهرة مشابهة للأمطارالحمضية هي تلوث هواء المدن بديوكسيد الكبريت الناتج من احتراق الوقود الأحفوري في مراجل التدفئة وبأكاسيد الآزوت التي تطرح مع غازات مداخن وسائل النقل ذات المحرك .يحتوي هواء المدن الملوث على الأوزون و أكاسد الآزوت وحمض الكبريت.في بعض التجمعات ،مثل لوس انجلوس أو أثينا الواقعتين في مناطق مشمسة ،يتكون غالبا غطاء رمادي داكن – يحتوي على غازات سامة- ناتجة عن التفاعلات الضوئية-الكيميائية المنشطة بفعل أشعة الشمس .يعرف هذا الضباب السام باسم " الضبخان" (Smog).لقد بدأ هذا النوع من التلوث في الاستقرار في مدن كبرى أخرى أوروبية مثل باريس، حيث حدثت عدة إنذارات بالتلوث. وقد سببت موجة  épisodeالضبخان التي حدثت في لندن عام 1952 هلاك حوالي 4000 شخص .إن هذا التلوث الهوائي مسئول عن عدد متزايد من الأمراض التنفسية ،خاصة في أوساط الأطفال والبالغين ذوي الصحة الهشة. وقد قدرت الخسائر التي سببها تآكل المعادن ،الحجارة و مواد أخرى بهواء المدن  الملوث  بما قيمته 500 مليون أورو في السنة عام 1980 .
إذا كان إنتاج الوقود الفقير إلى الكبريت قد أدى إلى تراجع التلوث بديوكسيد الكبريت،فإن حل مشكلة التلوث بديوكسيد الآزوت يكمن في تقليص كبير لحركة المرور وسائل النقل ذات المحرك ،في المدن.
ليس التلوث المترتب عن نشاط الإنسان ظاهرة جديدة .لقد عثر في جليد غرينلندا على رصاص يعود تاريخ جزء منه إلى عهد الإمبراطورية الرومانية .في ذلك العهد ،كان إنتاج أدوات من الرصاص منتشرا ،و كان يتم في الهواء الطلق ما كان يؤدي إلى طرح كميات كبيرة من هذا المعدن السام في الغلاف الغازي. إنه أقدم تلويث واسع النطاق تم اكتشافه. و ينسب بعض علماء الآثار إلى التلوث بالرصاص جزءا من المسئولية في انحطاط الإمبراطورية الرومانية وانهيارها،إذ كان مصدر الرصاص المبتلع من طرف الأثرياء الرومان لوازم المطبخ بالدرجة الأولى وكذلك شبكات نقل المياه المتكونة من أنابيب مصنوعة من الرصاص فتسبب في فيات كثيرة بالقطرة الرصاصية (التسمم بالرصاص).في فرنسا،في القرن التاسع عشر،مس وباء رصاصي الحرفيين الباريسيين (مثل الرصاصين والصباغين)و تحتم نقل 1200 منهم إلى المستشفى.

2- التلوث بالمبيدات الحشرية :

المبيدات pesticide  منتجات موجهة لمحاربة الحشرات النباتات أو الفطريات الضارة.
كان لإنتاج مبيدات حشرية بعد عام 1945 من خلاصات تابعة لمجموعة المحروقات الكلورية (وأشهرها دي دي تي DDT) و استعمالها المكثف في محاربة الحشرات المتلفة للمزروعات و المضرة بالإنسان ،نتائج كارثية.هذه المبيدات الحشرية شديدة الاستقرار و تقاوم التلف طيلة  سنوات .يمكنها أن تتراكم في التربة، في أنسجة النباتات و الحيوانات و في القيعان الطينية للمستنقعات و الأودية.تنتشر المبيدات الحشرية المرشوشة فوق المزروعات في الهواء و تتواجد في كل مكان من العالم، ملوثة مناطق مثل المناطق القطبية البعيدة جدا عن المناطق المزروعة.
بسبب المخاطر التي تمثلها المبيدات الحشرية على الحيوانات و الإنسان، و بسبب ظهور حشرات مقاومة لهذه المنتجات ،انخفض استعمال مواد مثل دي دي تي((DDT بسرعة في البلدان الغربية ،و لكنها ما تزال تستعمل في الكثير من البلدان السائرة في طريق النمو .بعض المنتجات مثل ديبرومير الإيثيلين dibromure d’éthylène المشتبه في كونها مسببة للسرطان ،ممنوعة اليوم في العديد من البلدان . تضم بعض المبيدات النباتية بعض الخبث(الشوائب) مثل الديوكسين الذي هو ربما أكبر المنتجات سمية للإنسان كما للحيوانات عرف لحد الآن .
السلبيات الكثيرة للمبيدات و خاصة الحشرية منها معروفة جيدا. و لهذا السبب يجري استبدالها أكثر فأكثر بالعلاج البيولوجي  أو العلاج المدمج intégrée Lutte  .ميزة هذه الطرق أنها ليست مضرة بالبيئة و أثبت فعاليتها
توجد مجموعة أخرى من المركبات الكيميائية Les polychlorobiphényles (PCB) قريبة من الدي دي تيDDT، استخدمت لمدة طويلة في الصناعة و نشرت في البيئة . تأثيره هذه المركبات على الحياة الحيوانية شبيه بتأثير المبيدات الحشرية، فخصائصها الفيزيائية و الكيميائية شبيهة و قريبة من خصائص الديوكسين. و نظرا لسميتها أصبح استعمال  ال PCB محصورا في بناء عوازل المحولات الكهربائية و المكثفات.

3- التلوث النووي :

بالرغم من توقف أغلب الدول عن إجراء التجارب النووية في الجو ، و أبطلت بذلك مصدرا كبيرا للتلوث الإشعاعي، فإن هذا الأخير يبقى موضوعا مقلقا.المحطات النووية لا تنفث(ترسل) إلا كميات محدودة من النفايات المشعة في الهواء و الماء، لكن خطر الحوادث قائم و المشاكل المرتبطة بتخزين النفايات بعيدة عن الحل. لذلك En effet، بفعل خصائصها المشعة، ستبقى النفايات سامة خلال مدد تتراوح بين بضعة قرون وعدة ملايين من السنين، و لا توجد، لحد اليوم، طريقة آمنة لحفظها لمدة بهذا الطول.إن حادثة محطة تشرنوبيل النووية الواقعة في الاتحاد السوفياتي عام 1985 ( التابعة لأوكرانيا اليوم) ،يجب أن تحث على أكبر قدر من الحذر (حسب بعض التقديرات يموت ، في روسيا ،150000 شخص قبل الأوان في حين أن آلافا آخرين سيصابون بسرطان الدرقية،بالعمى التدريجي وبالعقم).

4 - تلوث المياه :

أصبح التزود بالماء الشروب صعبا في الكثير من البلدان إذ لا يمكن جذب أكثر من 1 بالمائة فقط من المياه الموجودة على الأرض إلى السماط المائي أو في الأودية في حين أن 97 بالمائة من هذه المياه توجد في المحيطات الشيء الذي يجعلها غير قابلة للاستخدام (إلا إذا استخدمت طريقة مكلفة و هي تحليه مياه البحر). أضف إلى ذلك أن هذه المياه موزعة بطريقة سيئة ،فهي نادرة في المناطق الجافة ومتوفرة بكثرة تزيد عن الحاجة في مناطق أخرى مثل كندا .و ستزداد الحالة سوءا في دول مثل ليبيا أو العربية السعودية ،التي تتمون عن طيش من سماطان المياه الجوفية غير المتجددة. و توجد في الصين ثلاثمائة مدينة مهددة بنقص المياه في أجل قريب. أما في كاليفورنيا فيتحتم على مدينة لوس انجلوس أن تبحث عن حاجتها من الماء على مسافة 500 كلم في جبال سييرا نيفادا،مسببة تصحر المنطقة التي تنتزع  منها  تلك المياه.و يهدد النقص حتى جنوب اسبانيا ،الواقعة غي حدود المنطقة الجافة و التي هي بحاجة إلى الكثير من الماء لضمان زراعة الخضر المبكرة التي نمت و تطورت بشكل كبير.أن الحاجة إلى المياه تطرح مشكل حدود يهدد بخلق صراعات و أزمات ،كما هو الشأن بالنسبة لنهر الفرات الذي تتقاسم مياهه كل من تركيا ، سوريا والعراق.
يلاحظ ،في كل مكان من العالم، انخفاض نوعية المياه و الاحتياطات المتوفرة .حوالي 75 بالمائة من سكان الأرياف و 20بالمائة من سكان المدن لا يتمتعون بإمداد مباشر من المياه غير الملوثة.
في الكثير من المناطق الزراعية أو مناطق التربية الكثيفة للحيوانات (...) نتلوث الاحتياطات المائية الجوفية بالنبرات الناتجة سواء زيادة مفرطة في الأسمدة الآزوتية أو من فضلات الحيوانات الأليفة أو المنزلية،أبقار وخنازير..إن معايير المنظمة العالمية للصحة التي تشترط  احتواء الماء الشروب على أقل من 40 ملغ من النبرات في اللتر الواحد لم تحترم في الكثير من الحالات إذ أن محطات معالجة المياه و القادرة على استخراج النبرات ما تزال نادرة لأنها  مكلفة جدا، و بذلك تؤدي إلى ارتفاع  سعر الماء الصالح للشرب ، و هكذا يسبب استعمال المياه غير الصحية  أمراضا تودي بحياة ملايين الأشخاص كل عام .

5 - التنقيب عن البترول و التلوث البحري :

ينتزع الإنسان، بالتدريج، مساحات من مناطق بقيت لوثت طويل بعيدة عن متناوله أو – كادت – و خالية من السكان، تمتد إلى غاية أصقاع كان الوصول إليها في السابق مستحيلا.أدت الحاجة المتزايدة باستمرار إلى  الطاقة إلى استغلال البترول في المناطق القطبية الشمالية ،مهددا بذلك التوازن الهش للمنظومة البيئية التي تشكل التوندرا. سببت كارثة مثل غرق ناقلة البترول إكسون فالدز في سواحل آلاسكا عام 1989 خسائر هامة في مجموعة الحيوانات البحرية في تلك المنطقة .

6 – إتلاف الغطاء الغابي:

يجري تدمير الغابات المدارية في جنوب شرق آسيا و حوض الأمازون لاستغلال الخشب بوتيرة تنذر بالكارثة ،إنشاء أراضي زراعية جديدة،مزارع للصنوبر و مناطق للسكن.خلال سنوات 1980 ،اندثرت تلك الغابات بسرعة 20 هكتارا في الدقيقة الواحدة.و تفيد معلومات منحتها أقمار صناعية تدمير 15000 هكتار في السنة في حوض الأمازون لوحده. و باستطاعة النار و هي إحدى وسائل تدمير الغطاء الغابي (سواء أضرمت عن قصد أو عن غير قصد) أن يدمر مساحات واسعة جدا.

7 – انجراف التربة :

يتسارع انجراف التربة في كل القارات و يمس ما يتراوح بين خمس و ثلث الأراضي المزروعة.إنه تهديد كبير للامداد بالغذاء. و يعد "دست باول dust bowl أو وعاء الغبار  أشهر مثال لتعرية الأرض  حدث في الولايات المتحدة من عام 1933 إلى عام 1936 بسبب تضافر فترة جفاف مع ممارسات زراعية سيئة  في السهول العظمى في وسط البلاد . أصابت هذه الكارثة منطقة تزيد مساحتها عن مساحة فرنسا.و هذه الحادثة المأساوية هي التي ألهمت  الكاتب الروائي جون شتاينبك موضوع روايته "عناقيد الغضب".و أوروبا التي تبدو متمتعة بظروف أفضل ،ليست في معزل عن انجراف التربة . لقد بدأ هذا الانجراف منذ القديم و قد وصفها أفلاطون في كتابه " كريتياس" . و تتعرض اليوم مناطق من جنوب اسبانيا و بعض المناطق في فرنسا لهذه الطاهرة.
أدت الحاجة المتزايدة  للغذاء و حطب التدفئة ، في الكثير من البلدان، إلى إزالة الغابات و زرع أراضي منحدرة  حيث تجري تعرية شديدة . لقد زادت حدة هذا المشكل بفعل التصنيع و السدود و الاسمنت المسلح المترتب عن التوسع العمراني و مد الطرقات .
إن انجراف التربة و زوال الغابات يقلص من قدرة التربة على الاحتفاظ  بالماء ويسبب تراكم الطمي و الرواسب الأخرى في المجاري المائية و البحيرات و في السدود  فتحتم بذلك إفراغها دوريا و تنظيفها.

8 - التزايد الديموغرافي :

يتزايد عدد سكان العالم بسرعة بطريقة أسية (بمتوالية هندسية)، كما تبينه الأرقام التالية :
900 نسمة عم 1800 ، 2.5 مليار نسمة عام 1950،05 ملايير نسمة عام 1980 و 6.05 مليار نسمة عام 2000. و يقدر أن يبلغ العدد حوالي 8 ملايير في عام 2025 . لقد كشف الخطر الذي يمثله هذا الانفجار الديموغرافي على الإنسانية والبيوسفير من طرف الأمريكي (بول اهلريش Paul Ehrlich) الذي ابتكر العبارة المشهورة اليوم ب "القنبلة س "س= سكان). على كل نوع، بما فيه الإنسان، أن يتمتع،  بكمية من الغذاء أو الطعام ومجال كافيين للبقاء على قيد الحياة.
للكثير من البلدان عدد من السكان أكبر بكثير مقارنة بالموارد المتوفرة بها : إذ تقدر الكثافة العامة في الأراضي المنخفضة(هولندا) ب 470  ن/كلم2 الواحد ،و 538 في بنغلاديش ،38  لمجموع مصر و لكن 1170 في وادي النيل الذي هو المنطقة الوحيدة من مصر تتمتع بالخصوبة و القابلة للسكن فيها.نتج من عن التزايد الديموغرافي في الكثير من البلدان ،استحالة تلبية الحاجيات الغذائية لسكانها بالرغم من البحث عن أراض جديدة قابلة للزراعة و التي أصبحت نادرة أكثر فأكثر.
نتيجة أخرى لهذا التزايد الديموغرافي هي التمدن المتسارع  للسكان :  لقد أصبح هؤلاء يتكدسون في تجمعات ضخمة ظروف الحياة فيها متردية و الموارد منعدمة. في العالم اليوم، نصف الكهول لا يعرفون القراءة و الكتابة، ويعاني كل إنسان من خمسة  سوء التغذية، ولا يملك كل إنسان من ستة سكنا لائقا،و لا يتمتع كل إنسان من كل أربعة رجال بالمياه الصالحة للشرب.
 و بديهي أن النمو السكاني ليس السبب الوحيد لهذه الوضعية، فالبنيات الاقتصادية و الاجتماعية التي أصبحت، بالتقريب، هي نفسها في كل البلدان لها كذلك نصيب من المسئولية.
 إن التزايد الديموغرافي واحد من المشاكل التي ترهن مستقبل البشرية بسبب الحاجة إلى المجال و ما يترتب عنه من حاجة إلى الموارد  و من تدمير متسارع للبيئة.
                                                                                                                          يتبع 

 

أزهار و ثمار

تصوير: كاتب مدونة تاج . جوان 2014

الأحد، 15 يونيو 2014

انطلاق عمليات تصحيح أوراق امتحان البكالوريا دورة جوان 2014

انطلقت اليوم في مدينة البويرة ،على غرار كل ولايات القطر الجزائري، عملية تصحيح أوراق امتحان البكالوريا دورة جوان 2014.
في ولاية البويرة اختيرت ثانوية محمد الصديق بن يحي الواقعة في مدينة البويرة، لتكون مركزا  للتصحيح.
خصص نهار اليوم لإعداد و مناقشة سلم التنقيط . و فد اتسمت العملية ، حسب ما لوحظ  في عين المكان  في مادة  التاريخ  و الجغرافيا بالحمــــاس  و روح  المسؤولية. 
تجدر الإشارة ، من جهة  أخرى ، إلى وجود بعض النقاط المشتركة في تنظيم عملية التصحيح و تنظيم امتحان البكالوريا لهذا العام ...

الجمعة، 13 يونيو 2014

البيئة (الجزء الثاني) : التغير الشامل.

3- التغير الشامل (Global change )

 يعني اللفظ الانجليزي global change التغير الشامل ; و هي مجموعة من الاضطرابات سببها الإنسان وتمس كل المحيط الحيوي أو جزءا هاما منه .تعكف الكثير من البرامج الدولية على هذا الموضوع الذي يتضمن ثلاثة قضايا رئيسية : مفعول البيت البلاستيكي، طبقة الأوزون و الأمطار الحمضية.

 -1   مفعول البيت الزجاجي Effet de serre :
يحرر استعمال الوقود الأحفوري (الفحم،البترول،الغاز الطبيعي) في الجو جزءا من الكربون الذي كان مخزنا تحت الأرض في شكل كربون متحجر.  بقي مضمون الغلاف الغازي من غاز الكربون، على ما يبدو، مستقرا طيلة قرون و قدر ب 290 جزء في المليون ppm .و ارتفعت منذ حوالي1850 و هي اليوم 350 ج ف م.يترتب عن هذا التغير الكبير تغييرات في الحالة العامة للبيوسفير (المحيط الحيوي)،و يؤدي بالخصوص إلى تضخم مفعول البيت الزجاجي . وهكذا ، ارتفع متوسط حرارة سطح الأرض ، منذ عام 1850 بما يقارب درجة سلسيوسية واحدة.ويتوقع المختصون أن ارتفاع الحرارة في ظرف قرن سيتراوح بين درجتين و ست درجات سلسيوسية ، إذا استمر مضمون الغلاف الغازي من غاز الكربون على هذه الوتيرة .
إذا لم يقم الإنسان أو المجتمع الدولي بأي شيء للقضاء على إصدارات غاز الكربون ،فإن ذوبان جزء من جليد القطبين سيؤدي إلى ارتفاع مستوى البحار (بما يقدر ب 80 مترا  في عام 2100)،و سيؤدي هذا إلى غمر مناطق ساحلية،بعضها شديد الاكتظاظ بالسكان .في باريس مثلا، لن تنجو من الغمر سوى أبراج أو صوامع كاتدرائية  نوتردام .سيضطرب نظام المطر و ستتحول مناطق صالحة للزراعة في الوقت الراهن مثل سهول الغرب الأوسط في أمريكا إلى صحاري من الغبار.و ستندثر الكثير من الحيوانات و النباتات غير المتكيفة مع درجات الحرارة المرتفعة أو ستتحتم عليها الهجرة نحو مناطق أكثر توغلا في الشمال.
غاز الكربون ليس الغاز الوحيد القادر على مضاعفة مفعول البيت البلاستيكي.فالميثان الذي الناتج من التحلل العضوي اللاهوائي (حقول الأرز،التربة، المفرغات décharges) و التخمر الميكروبي للطعام في الجهاز الهضمي للحيوانات الأليفة animaux d’élevage ،إضافة إلى الفلوروكلوروكربون ( (CFC  ، لها نفس المفعول و يجري نفثها هي الأخرى في الغلاف الغازي بكميات متزايدة.
إن ارتفاع كمية غازات البيت البلاستيكي هذه مرتبطة من جهة بارتفاع عدد سكان العالم و من جهة أخرى بتطور التقنيات الصناعية و بالحاجيات التي تتطلبها.

2- طبقة الأوزون :
يوجد في طبقة الستراتوسفير على ارتفاع حوالي 40 كلم من سطح أرض طبقة أوزون (O3)تشكلت من تفاعلات فوتوكيميائية (ضوئية- كيميائية) : و تركيب من الأوكسجين الجزيئي (O2)و الأوكسجين الذري  المحرر من طرف الإشعاع الشمسي.توقف طبقة الأوزون هذه جزءا كبيرا من الأشعة فوق البنفسجية و بدونها لن يكون أي نوع من الحياة ممكنا على سطح الأرض . لوحظ  تقلص مقلق لكمية الأوزون فوق أنتاركتيكا(القارة القطبية الجنوبية) بين 1970 و 198 .إن هذا التدمير للأوزون مرتبط باستعمال مركبات تقوم على الفلور والكلور ،في مختلف الصناعات (التكييف،التبريد،المذيبات،البخاخات) -أشهرها هو الفريون Fréon- الذي يدعى عامة بالكلوروفوروكربون ( (CFC. يتراوح مدى حياة CFC  بين 60 و 120 سنة .ترتفع إلى طبقة الستراتوسفير حيث . أين تفككها أشعة الشمس فتحرر الكلور  الموجود فيها فيقوم هذا يرد الفعل بتخريب جزيئات الأوزون .يستطيع كل جزيء من الكلور أن يدمر 100000 جزيء من الأوزون دون أن يندثر.
يؤدي  التعرض لكميات من الأشعة فوق البنفسجية أكبر من الكمية العادية إلى نتائج مضرة بالحيوان و النبات. تبطيء الأشعة فوق البنفسجية عملية التمثيل الضوئي،و تضر بنمو البلانكتون النباتي في المحيطات ويبدو،على الأقل جزئيا، أنها مسئولة عن ظواهر بقيت لوقت طويل غامضة مثل الاندثار التدريجي للضفادع والسحليات المنقطة. أما عند الإنسان فإن الآثار الأكثر وضوحا للأشعة فوق البنفسجية، هي زيادة عدد حالات سرطان الجلد و cataractes و انخفاض نشاط نظام المناعة الذي يتدخل خاصة في مقاومة الأمراض المعدية.
لم يعد ثقب الأوزون مقتصرا على أنتاركتيكا .فقد بدأ في الظهور بطريقة فصليه فوق مناطق آهلة بالسكان في العروض الوسطى لنصف الكرة الأرضية الشمالي . بالنظر إلى الخطر، تخلت الكثير من البلدان عن إنتاج CFC كما تخلت عن استعماله و منعته.
وهذا المنع  موضوع اتفاقية دولية ،تعرف باسم ببروتوكول مونتريال وقعت سنة 1986 .غير أن هذه المواد باقية في الستراتوسفير لعشرات السنين و سيستمر تناقص طبقة الأوزون .و يبقى السؤال : هل سيكون المحيط الحيوي ،على المدى البعيد ،قادرا على القضاء على انعكاسات هذا العمل الإنساني ؟.

3- الأمطار الحمضية :
الأمطار الحمضية مثل مفعول البيت الزجاجي،ناتجة عن استعمال الوقود الأحفوري .عن طريق نفث أو إصدار ديوكسيد الكبريت (أو الغاز الكبريتي) ،أو أوكسيد الأوزون في الغلاف الغازي أثناء الاحتراق في محطات إنتاج الطاقة الكهربائية من الحرارة،مراجل التدفئة المركزية أو المركبات ذات المحرك.
مع وجود الأشعة فوق البنفسجية الشمسية،تتفاعل هذه المواد مع بخار الماء الموجود في الغلاف الغازي ومع مؤكسدات مثل الأوزون ، فتتحول إلى حمض كبريتي و حمض آزوتي .يجري نقل هذين الحمضين، بواسطة التيارات الهوائية، بعيدا عن مكان إنتاجهما.فتترسب هذه جزيئاتها و تتراكم فوق أوراق الأشجار، ثم يغسلها المطر أو الثلج. يؤدي هذا الغسل إلى ارتفاع درجة الحموضة في التربة.
تقاس الحموضة بتحديد ال ph  ) كمون الهيدروجين:  Potentiel hydrogène) و يكون ph أخفض كلما كانت الحموضة مرتفعة .للأمطار العادية Ph متوسط قدره 5.6 . و بالتعريف، فإن الأمطار الحمضية هي تلك التي يقل كمون الهيدروجين فيها عن 5.6 .في شمال غرب أوروبا يقدر ال Ph  المتوسط للأمطار  في الوقت الراهن ب 4.3 و قد سجل في الولايات المتحدة ph ب 2.3  و هو معادل ل ph  الخل.
إن مصدر الأمطار الحمضية مثال عن التلوث الذي لا يعرف الحدود. أصل الأمطار الحمضية التي تضر بالمياه العذبة في جنوب النرويج وتسبب اندثار الأسماك هو المناطق الصناعية في ألمانيا وانجلترا و تلك التي تسبب سقام (مرض) غابات الحور السكري érables à sucre في كيبك هي قادمة من شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية . تحت المعادن ،و تتلف المباني ،تدمر النبات و تؤدي إلى حموضة البحيرات فتندثر أسماكها كما تعطل نمو الأشجار و هي مسئولة، على الأقل جزئيا، عن مرض الغابات الحاصل في أوروبا و أمريكا الشمالية.
                                                                                          يتبع  التلوث المحلي Pollutions localisées

الغابة تريد أن تعيش

تغطي   الغابات 40 % من مساحة اليابس و لا تغطي الغابات المدارية  منها  سوى 07 % من الأراضي  و لكنها  تضم أكثر من نصف الأنواع  النباتية  و الحيوانية  المعروفة على سطح  الأرض، و فيها تعيش عشرات  الآلاف من النبــاتات الطبيـــــــــة المحتملة  التي لم  يدرس  منها  الباحثون سوى   01 %.
تفقد الأرض كل ثلاث سنوات ما بين  35 و 45 مليون هكتار من الغابات المدارية و بذلك تفقد الأرض مخزنا حيويا كبيــرا. و أكثر من ذلك، إن اندثار الغابة المدارية معناه فقدان حماية طبيعية ضد التصحر و انجراف التربة و خسران منظم لمناخ العالم. مع العلم أنه إذا جرى استغلال الغابة المدارية بعقلانية فإنها ستكون مصدرا لا ينضب للمواد الأولية...
 يعيش في المناطق المدارية أكثر من 1.2 مليار نسمة و يؤدي الازدياد السريع للسكان إلى ازدياد الحاجة إلى الخشب و إلى المزيد من المساحات الصالحة للزراعة، ثم إن تلك البلدان بحاجة إلى أموال للتقليل من تضخم ديونها.، و يمثل الخشب مصرا لجـــزء هــــــام مــــن  مداخيلها. و تستورد أوروبا  لوجدها 40 % من الأخشاب المدارية  المسوقة.
و تعد تربة الغابات المدارية من أقل الأتربة خصوبة في العالم، فالعناصر المغذية فيها أقل بكثير مما في بعض الأتربة الصحراوية، و إذا نبتت فيها نباتات كثيفة و ازدهرت فلأن مدد النمو التحلل تتابع بسرعة كبيرة جدا، فبمجرد ما يموت النبات يتحول إلى دبال تنبت فيه البذور الجديدة. أما إذا قطعت أشجار الغابات المدارية فلن يبقى بعدها غير تربة عقيمة، تستغرق عودة  القليل من الخصوبة إليها قرنا من الزمن.
إن كل شجرة تقطع تسلب من الغابة مادة مغذية لا تستطيع التربة أن تمنحها لها أو تعوضها.
المصدر :
عن فليكس ر.باتولي من مجلة "SCALA ".
 ترجمه مدونة تاج
نشر ،لآول مرة ، في جريدة الشعب الجزائرية (في 1998).