3- التغير الشامل (Global change )
يعني
اللفظ الانجليزي global change التغير الشامل
; و هي مجموعة من الاضطرابات سببها الإنسان وتمس كل المحيط الحيوي أو جزءا
هاما منه .تعكف الكثير من البرامج الدولية على هذا الموضوع الذي يتضمن ثلاثة قضايا
رئيسية : مفعول البيت البلاستيكي،
طبقة الأوزون و الأمطار الحمضية.
-1 مفعول البيت الزجاجي Effet de serre :
يحرر استعمال الوقود الأحفوري
(الفحم،البترول،الغاز الطبيعي) في الجو جزءا من الكربون الذي كان مخزنا تحت الأرض
في شكل كربون متحجر. بقي مضمون الغلاف
الغازي من غاز الكربون، على ما يبدو، مستقرا طيلة قرون و قدر ب 290 جزء في المليون
ppm .و ارتفعت منذ
حوالي1850 و هي اليوم 350 ج ف م.يترتب عن هذا التغير الكبير تغييرات في الحالة
العامة للبيوسفير (المحيط الحيوي)،و يؤدي بالخصوص إلى تضخم مفعول البيت الزجاجي .
وهكذا ، ارتفع متوسط حرارة سطح الأرض ، منذ عام 1850 بما يقارب درجة سلسيوسية
واحدة.ويتوقع المختصون أن ارتفاع الحرارة في ظرف قرن سيتراوح بين درجتين و ست
درجات سلسيوسية ، إذا استمر مضمون الغلاف الغازي من غاز الكربون على هذه الوتيرة .
إذا لم يقم الإنسان أو المجتمع الدولي
بأي شيء للقضاء على إصدارات غاز الكربون ،فإن ذوبان جزء من جليد القطبين سيؤدي إلى
ارتفاع مستوى البحار (بما يقدر ب 80 مترا
في عام 2100)،و سيؤدي هذا إلى غمر مناطق ساحلية،بعضها شديد الاكتظاظ
بالسكان .في باريس مثلا، لن تنجو من الغمر سوى أبراج أو صوامع كاتدرائية نوتردام .سيضطرب نظام المطر و ستتحول مناطق
صالحة للزراعة في الوقت الراهن مثل سهول الغرب الأوسط في أمريكا إلى صحاري من
الغبار.و ستندثر الكثير من الحيوانات و النباتات غير المتكيفة مع درجات الحرارة
المرتفعة أو ستتحتم عليها الهجرة نحو مناطق أكثر توغلا في الشمال.
غاز الكربون ليس الغاز الوحيد القادر على مضاعفة مفعول البيت
البلاستيكي.فالميثان الذي الناتج من التحلل العضوي اللاهوائي (حقول الأرز،التربة،
المفرغات décharges) و التخمر الميكروبي للطعام في الجهاز الهضمي
للحيوانات الأليفة animaux d’élevage ،إضافة إلى الفلوروكلوروكربون ( (CFC ، لها نفس المفعول و يجري نفثها هي الأخرى في
الغلاف الغازي بكميات متزايدة.
إن ارتفاع كمية غازات البيت
البلاستيكي هذه مرتبطة من جهة بارتفاع عدد سكان العالم و من جهة أخرى بتطور
التقنيات الصناعية و بالحاجيات التي تتطلبها.
2- طبقة الأوزون :
يوجد في طبقة الستراتوسفير على ارتفاع
حوالي 40 كلم من سطح أرض طبقة أوزون (O3)تشكلت من تفاعلات فوتوكيميائية
(ضوئية- كيميائية) : و تركيب من
الأوكسجين الجزيئي (O2)و
الأوكسجين الذري المحرر من طرف الإشعاع الشمسي.توقف طبقة الأوزون هذه جزءا كبيرا من الأشعة
فوق البنفسجية و بدونها لن يكون أي نوع من الحياة ممكنا على سطح الأرض . لوحظ تقلص مقلق لكمية الأوزون فوق أنتاركتيكا(القارة
القطبية الجنوبية) بين 1970 و 198 .إن هذا التدمير للأوزون مرتبط باستعمال مركبات
تقوم على الفلور والكلور ،في مختلف الصناعات (التكييف،التبريد،المذيبات،البخاخات)
-أشهرها هو الفريون Fréon- الذي يدعى عامة
بالكلوروفوروكربون (
(CFC. يتراوح مدى حياة CFC بين 60 و 120 سنة .ترتفع إلى طبقة الستراتوسفير
حيث . أين تفككها أشعة الشمس فتحرر الكلور
الموجود فيها فيقوم هذا يرد الفعل بتخريب جزيئات الأوزون .يستطيع كل جزيء
من الكلور أن يدمر 100000 جزيء من الأوزون دون أن يندثر.
يؤدي التعرض لكميات من الأشعة
فوق البنفسجية أكبر من الكمية العادية إلى نتائج مضرة بالحيوان و النبات. تبطيء الأشعة فوق
البنفسجية عملية التمثيل الضوئي،و تضر بنمو البلانكتون النباتي في المحيطات
ويبدو،على الأقل جزئيا، أنها مسئولة عن ظواهر بقيت لوقت طويل غامضة مثل الاندثار التدريجي للضفادع والسحليات المنقطة. أما عند الإنسان فإن
الآثار الأكثر وضوحا للأشعة فوق البنفسجية، هي زيادة عدد حالات سرطان الجلد و cataractes
و انخفاض نشاط نظام المناعة الذي يتدخل خاصة في مقاومة الأمراض المعدية.
لم يعد ثقب الأوزون مقتصرا على أنتاركتيكا .فقد بدأ في الظهور بطريقة
فصليه فوق مناطق آهلة بالسكان في العروض الوسطى لنصف الكرة الأرضية الشمالي .
بالنظر إلى الخطر، تخلت الكثير من البلدان عن إنتاج CFC
كما تخلت عن استعماله و منعته.
وهذا المنع موضوع اتفاقية دولية ،تعرف باسم ببروتوكول
مونتريال وقعت سنة 1986 .غير أن هذه المواد باقية في الستراتوسفير لعشرات السنين و
سيستمر تناقص طبقة الأوزون .و يبقى السؤال :
هل سيكون المحيط الحيوي ،على المدى البعيد ،قادرا على القضاء على انعكاسات هذا
العمل الإنساني ؟.
3- الأمطار الحمضية :
الأمطار الحمضية مثل مفعول البيت
الزجاجي،ناتجة عن استعمال الوقود الأحفوري .عن طريق نفث أو إصدار ديوكسيد الكبريت
(أو الغاز الكبريتي) ،أو أوكسيد الأوزون في الغلاف الغازي أثناء الاحتراق في محطات
إنتاج الطاقة الكهربائية من الحرارة،مراجل التدفئة المركزية أو المركبات ذات المحرك.
مع وجود الأشعة فوق البنفسجية
الشمسية،تتفاعل هذه المواد مع بخار الماء الموجود في الغلاف الغازي ومع مؤكسدات
مثل الأوزون ، فتتحول إلى حمض كبريتي و حمض آزوتي .يجري نقل هذين الحمضين، بواسطة
التيارات الهوائية، بعيدا عن مكان إنتاجهما.فتترسب هذه جزيئاتها و تتراكم فوق
أوراق الأشجار، ثم يغسلها المطر أو الثلج. يؤدي هذا الغسل إلى ارتفاع درجة الحموضة
في التربة.
تقاس الحموضة بتحديد ال ph ) كمون
الهيدروجين:
Potentiel hydrogène) و يكون ph أخفض كلما كانت الحموضة مرتفعة .للأمطار العادية Ph متوسط قدره 5.6
. و بالتعريف، فإن الأمطار الحمضية هي تلك التي يقل كمون الهيدروجين فيها عن 5.6
.في شمال غرب أوروبا يقدر ال Ph
المتوسط للأمطار في الوقت الراهن ب 4.3 و قد سجل في الولايات
المتحدة ph
ب 2.3 و هو معادل ل ph الخل.
إن مصدر الأمطار الحمضية مثال عن التلوث
الذي لا يعرف الحدود. أصل الأمطار الحمضية التي تضر بالمياه العذبة في جنوب
النرويج وتسبب اندثار الأسماك هو المناطق الصناعية في ألمانيا وانجلترا و تلك التي
تسبب سقام (مرض) غابات الحور السكري érables à sucre في كيبك هي قادمة من شمال
شرق الولايات المتحدة الأمريكية . تحت المعادن ،و تتلف المباني ،تدمر النبات و تؤدي إلى حموضة البحيرات
فتندثر أسماكها كما تعطل نمو الأشجار و هي مسئولة، على الأقل جزئيا، عن مرض
الغابات الحاصل في أوروبا و أمريكا الشمالية.
يتبع التلوث المحلي Pollutions localisées
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق