الاثنين، 15 سبتمبر 2014

تاريخ الجغرافيا


ساهم الكثير من الرحالة و الطوبوغرافيين و المستكشفين العلميين في تطور الجغرافيا . و مع ذلك لم يكن ممكنا جمع و تسجيل المعلومات الجغرافية الدقيقة إلا في نهاية القرن 18 . لقد كان لزاما انتظار منتصف القرن 19 لإطلاق واحرير المفاهيم  الجغرافية  و تصويرها.

4 -1 أوائل الجغرافيين :
اهتم أوائل الجغرافيين باستكشاف المناطق المجهولة و وصفوا الوقائع التي شاهدوها أو لاحظوها في مختلف المناطق التي زاروها و جابوها.
منذ القديم، طورت كل ثقافة جغرافياها للتحكم في إقليمها territoire الأصلي و للتعرف أفضل على ما يقع في أطرافه. لقد قام الصينيون و المصريون و الفينيقيون بأسفار بعيدة ; hو أودعوا انطباعاتهم على البلدان التي عيروها .من أوائل الخرائط التي تعرفها أنجزت حتى لوح من الطين (المشوي؟) في بابل في 2300 سنة قبل الميلاد . حوالي العام 1400 سنة قبل الميلاد  كانت سواحل البحر المتوسط معروفة و سجلت  معطياتها  الطبوغرافية ،وخلال الألفية الموالية ،ذهب المستكشفون الأوائل إلى انجلترا و جابوا بسفنهم سواحل الغربية لشمال إفريقيا .و مع ذلك ،فان الإغريق هم الذين أعطوا للعالم الغربي أول معارفه الهامة حول كوكبنا و شكله و حجمه و خصائصه العامة.لقد وصف هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد في كتابه تواريخ أو حكايات بالتدقيق الأصقاع التي زارها خاصة نواحي البحر الأسود، مصر و صقلية.
في القرن الرابع قبل الميلاد كان الفيلسوف و العالم الإغريقي أرسطو أول من برهن على أن الأرض مستديرة الشكل.و قد اعتمد على الحجج التالية : كل مادة تميل إلى السقوط في مركز مشترك،و ترسل الأرض ظلا مستدير الشكل على القمر أثناء الكسوف ، وعند السفر من الجنوب إلى الشمال ،تصبح الكثير من المجموعات النجومية مرئية و تغيب تلك التي نعرفها.و كان  الجغرافي الإغريقي إراتوستين ،في القرن الثالث قبل الميلاد، أول من حسب بدقة محيط الأرض.
كدس الإغريق ، بفضل أسفارهم و فتوحاتهم و أعمالهم الاستيطانية ،كما ضخما من المعلومات الجغرافية و نشطوا و أنعشوا كتابة المؤلفات الجغرافية .و هكذا فقد كتب الجغرافي و المؤرخ  الإغريقي "سترابون" (عام 63 ق.م-21 بعد الميلاد) موسوعة من17 مجلدا سميت "جغرافيا" ،و هي مصدر معلومات ذات قيمة كبيرة للقادة العسكريين وللمسيرين الإداريون العموميون في عهد الإمبراطورية الرومانية.
في القرن الثاني بعد الميلاد، جمع الفلكي الإغريقي بطليموس الجزء الأكبر من المعرفة الجغرافية للإغريق و الرومان المعاصرين له.و اقترح كذلك طرقا جديدة لرسم الخرائط تتضمن تقنيات إسقاط و إنشاء أطلس . في كتاب" الدليل الجغرافي "،قسم بطليموس الدائرة الاستوائية إلى 360 درجة و بنى شبكة  من خطوط وهمية  شمال- جنوب و شرق - غرب على سطح الأرض . و أصبح بذلك متمتعا بشبكة إسناد أو مرجعية تسمح له بتحديد المواقع النسبية للأراضي المعروفة مثل الجزر و القارات.حتى لو كانت حسابات محيط الكرة الأرضية التي أنجزها  "اراستوسين" أدق من تلك التي أنجزها بطليموس فان هذا الأخير هو صاحب الوصف و الخرائط المفيدة جدا عن العالم المعروف في ذلك العهد.كانت تلك الخرائط تبين بوضوح ، على الخصوص ، أنه كان مدركا لمشاكل تمثيل الشكل الدائري لكوكب الأرض على سطح مستو.

4 -2 - الانبعاث و التجديد بداية من القرن 12 :

تمثيل  للمحيط الهادي  و جزيرة غينيا الجديدة ،
من إنجاز رسام  الخرائط  أبراهام  أرتيليوس عام 1589 م .
بعد انحطاط و انهيار الإمبراطورية الرومانية، لم يقم الأوروبيون باستكشافات أو أسفار هامة، ولم تتقدم الجغرافية عمليا. من بين الأوروبيين ،الفايكينغ هم وحدهم الذين يمكن وصفهم بالمستكشفين.فهم الذين بلغوا لأول مرة جزيرة غرينلندا و أمريكا الشمالية . و مع ذلك فإن عرب الشرق الأوسط  (ترجموا) وحققوا (صححوا) أعمال الجغرافيين الإغريق و الرومان السابقة ، واستكشفوا كذلك مناطق جنوب غرب آسيا وإفريقيا . منذ القرن الثامن ، قام العلماء العرب بترجمة مؤلفات الجغرافيين الإغريــــق. و لم تنتشر المعارف الجغرافية الإغريقية في أوروبا إلا بعد ترجمة هذه النصوص العربية إلى اللاتينية .
من بين الوجوه الجغرافية  العربية يتميز الإدريسي ، المعروف بخرائطه المفصلة ، ابن بطوطة و ابن خلدون اللذان كتبا روايات عن أسفارهما البعيدة . و قد طور المغول و الصينيون كذلك معارف كبيرة عن جغرافيا آسيا .

في القرن الثالث عشر  ، فتحت رحلات  جان دي بلون كاربان، غليوم دي روبروك  و خاصة أسفار ماركو بولو ،الحروب الصليبية في القرنين 12 و13  والاستكشافات البحرية للبرتغاليين و الإسبان في القرن 15 و القرن 16 ، فتحت آفاقا للأوروبيين و حثت على كتابة مؤلفات جغرافية.

في القرن 15 ، مول الأمير البرتغالي هنري الملاح  عدة عمليات استكشاف للساحل الإفريقي و لعب دورا أساسيا في تطور الدراسات الجغرافية.
منح وصول الإسبان و البرتغاليين إلى أمريكا  ابتداء من عام  1492 و أول دورة حول  العالم  قامت بها  بعثة  ماجلان ، في 1522 منح للأوروبيين  فكرة  دقيقة عن كوكب الأرض و عن الأجزاء  النسبية  للمحيطات  و القارات . و ظهر  بالتدريج تقسيم العالم  إلى مناطق  مناخية كبيرة  حقيقة على جانبي  خط الاستواء . لقد أكدت الرحلات البحرية و الدراسات التي أجريت أثناء تلك الفترة ،بدون جدال، أن الأرض كروية الشكل.
من بين الكتابات عن الرحلات و الاكتشافات الأكثر بروزا و جدارة  بالملاحظة   المطبوعة  في القرن 16 نجد كتابات جيانباتيستا راموزيو في البندقية و كتابات  ريتشارد هاكليوت في إنجلترا و كتابات  تيودور دو بري في ما يعرف اليوم  ببلجيكا  .
و دمجت التمثيلات  الخرائطية  المعلومات  الناتجة  عن  الاكتشافات : خرائط مركاتور (1512-1594) و أطلس أبراهام أورتيلوس (1570).

من القرن 17 الى القرن 19
الكسندر فون همبولدت . موسوعة Encarta

لعب الكتاب المعنون ب "جيوغرافيا جنراليس Geographia generalis" (الجغرافيا العامة) الصادر عام 1650  للجغرافي الألماني "برنهاردوس فاريريوس" دورا كبيرا في تاريخ مناهج  الجغرافيا . قسم "فاريريوس" الجغرافيا إلى ثلاثة ميادين مختلفة أو متباينة : الأولى تعالج شكل و أبعاد الأرض و الثانية تعالج المد و الجزر ،المناخ ، الفصول و التغيرات الأخرى المرتبطة بالوضعية النسبية للأرض في الكون، و الثالث  يعالج الدراسات المقارنة لمناطق محددة من العالم.وقد شكلت أعماله مرجعا لمدة تزيد عن القرن.
خلال القرنين المواليين ، قدم الكثير من الأوروبيين إسهاماتهم في المعرفة الجغرافية .
في القرن ال 18، سمح التقدم الحاصل في الهندسة ، علم الفلك والجيوديزياء بتحسين كبير للتدقيق في تحديد الأماكن و منه ،علم خرائط  مطابق  أكثر فأكثر لحقائق الميدان.

في بداية القرن 18 لعب الفيلسوف الألماني إيمانويل  كانط  دورا حاسما  بوضع  الجغرافيا  في  إطار العلوم .
ويميز كانط  صنفين  في العلم المستنبط  من الملاحظة : الصنف الأول يشمل الظواهر الموصوفة  حسب  مبادئ  المنطق  و يؤدي إلى تصنيف النباتات و الحيوانات  بكيفية  مجردة عن افكار الزمان أو المكان . إن هذا  التصنيف يتكلم  بمفاهيم  النظام (ordre) ، النوع، و الصنف (ordre, de genre et d’espèce).
أما النوع الثاني فيعالج الظواهر المصممة بعبارات الزمان، و يأخذ  التصنيف والوصف حسب الزمان  شكل التاريخ  و يأخذ التصنيف  حسب المكان شكل الجغرافيا .
و يقسم كانط الجغرافيا إلى ستة فروع ، إحداها  هي الجغرافيا الطبيعية  و هي  المهيمنة   بالمقارنة  مع الفروع الأخرى . حسب التصور الكانطي الفروع الأخرى من الجغرافيا  تمثلها الجغرافيا  اللاهوتية ، الاقتصادية ، السياسية ،الأخلاقية  و الرياضية.

ساهم الألمانيان ألكسندر فون همبولت و كارل ريتر كلاهما  بطريقة فعالة في التصميم العلمي للجغرافيا في بداية القرن 19 . ونظرا لكونه مسافرا كبيرا وملاحظا لامعا في الميدان ، طبق همبولت معرفته  للمسار الطبيعي و للعلوم  الطبيعي على التصنيف المنهجي و على الوصف المقارن للمناظر المشاهدة  في الميدان . و قد وضع كذلك  مناهج أو  طرقا  لقياس الظواهر التي يلاحظها .
هو كاتب عدد  من الدراسات  الجغرافية  الممتازة  المستخلصة  من  رحلاته إلى أمريكا .كتابه المعنون "كوسموس" أي الكون (1844) ، و الذي يصف الجغرافيا الطبيعية للأرض ، يعد واحدا من روائع الأدب الجغرافي لكل العهود و الأزمنة.
تختلف مواقف " ريتر "   جزئيا عن مواقف همبولت . فعندما يقوم  بمعالجة  منفصلة  لكل  خاصية  طبيعية  و هو  مناصر لمقاربة  شاملة  أو عامة ، نجد أن ريتر يدعو إلى مقاربة جهوية للجغرافيا . إنه بلح على ضرورة دراسة مناطق محددة  بمقارنتها  و باستخلاص ما  يميز كل واحدة منها .كتابه المتكون من 19 مجلدا " الجغرافيا في علاقاتها مع الطبيعة و تاريخ الإنسانية "، 1822-1859 ) تحليل جغرافي ممتاز لآسيا ولبعض الأجزاء من إفريقيا.ريتر ملاحظ ميدان مطلع يملك معارف طيبة في ميدان العلوم الطبيعية و في التاريخ . استخدم مصطلح الجغرافيا المقارنة لوصف عمله الخاص أو علمه هو بالذات ، معتبرا أنها في نفس المرثية  مع التشريح المقارن ، و يكدس الملاحظات لاستنباط قوانين ومبادئ . رأى  ريتر، كذلك ، أن الدراسات العامة ضرورية و لا غنى عنها للدراسات الجهوية.

بين سنتي 1830 و 1905 م أنجر إليزي ريكلوس الذي تابع   دروس ريتر عملا  معلميا ، خارج  المؤسسات  الأكاديمية . كتابه المعنون الجغرافيا العالمية Géographie universelle " " المنشور  من عام 1875 إلى عام 1894 هو حصيلة مرموقة لجغرافيا إقليمية و كتابه " الإنسان والأرض"  تفكير   مبتكر  و شديد المعاصرة عن العلاقات بين المجتمعات ووسطها .
و ساهم جغرافي ألماني آخر هو فريدريك راتزل، بطريقة هامة ، في المعرفة الجغرافية . كان عالم  طبيعيات ، رحالة و صحافيا و لكنه معروف على الخصوص بكتابه Anthropogéographie الجغرافيا الأنتروبولوجية (1882- 1891 ) حيث حاول البرهنة  على أن توزيع  الشعوب على سطح الأرض  تتحكم  فيه  البيئة الطبيعية . وصف راتزل  الجغرافيا  بأنها  علم التوزيع ، و فضل دراسة  مناطق  صغيرة  يمكن ، حسب رأيه ، أن تفيد  كقاعدة  لتعميمات على مجالات  أكبر أو حتى على العالم  بكامله.
أدمج الجغرافيون الألمان فرديناند فون ريشتوفن و الفريد هتنر أفكار همبولت ، ريتر و راتزل في منظومة متماسكة و متناسقة . و يشكل كتاب هتنر Die Geographie : Ihre Geschichte, ihr Wesen, und ihre Methoden (« la Géographie : son histoire, sa nature et ses méthodes », 1927) ( الجغرافيا : تاريخها ، طبيعتها ، و مناهجها " ،1927 ) عملا ممتازا عن تاريخ المناهج الجغرافية.
يحتل بول فيدال دو لابلاش مكان ظلائعيا بين الجغرافيين الفرنسيين في نهاية القرن 19.عارض الفكرة التي مؤداها أن الوسط الطبيعي يتحكم كلية في النشاطات البشرية . و برهن بان المجموعات البشرية المختلفة يمكنها استغلال نفس الوسط بطرق مختلفة.وبدا مؤيدا للدراسات المونوغرافية المتعلقة بالأقاليم. و أكد على حد سواء على المسارات الطبيعية و الثقافية التي تتدخل في توزيع خصائص الأرض.
شهد القرن 19 بروز العديد  من الجمعيات الجغرافية . و قام الكثير منها برعاية  عمليات استكشافية  و كانت الدافع إلى  دراسات و نشرت مجلات جغرافية .
أسست أولى الجمعيات الجغرافية في باريس ، برلين و لندن خلال سنوات 1820 و 1830 و هي ما تزال ناشطة إلى اليوم . كما نظمت مؤتمرات جغرافية  دولية  بالتوازي  مع  المعارض  العلمية.
الجغرافيا المعاصرة :
خلال النصف الأول من القرن 19 ، اتبع الكثير من مؤلفي الكتب الجغرافية – فرنسيون منهم على الخصوص: إيمانويل دو مارتون ، ألبير دومانجون وأندري سيجفريد  Emmanuel de Martonne, Albert Demangeon et André Siegfried ، و بريطانيون ، أمريكيون و وألمان – اتبعوا تقاليد الرواد  في ميدان الجغرافيا . انجزوا دراسات تتعلق بمناطق و أقاليم محدودة  تقع  في  كل مكان من العالم  بالاعتماد على الملاحظات الميدانية . و توسعت  حدود المعرفة الجغرافية  و كذلك الشأن بالنسبة  لكثافة المعلومات وقيمتها . غير أن المناهج المستعملة لم تتغير عمليا منذ نهاية القرن 19 . و هكذا ولى، بعد نهاية الحرب العالمية  الثانية ، حسب تواريخ  متباينة  تبعا للبلدان ، زمن الجغرافيا الكلاسيكية.

في خمسينيات القرن العشرين بدأ منعرج حاسم  ثم اتضح  بعدها  . بفضل الأعمال التي أشرفوا عليها ، يعد مؤلفون أمثال  جون غوتمان ، جون دريش ، بيار جورج  و جون تريكار Jean Gottman, Jean Dresch, Pierre George, Jean Tricart ، كل في ميدانه جغرافيين  مجددين. انتقد بعض هؤلاء الجغرافيين و آخرون من بعدهم ،  الأهداف و المناهج السالفة : إن لديهم متطلبات علمية و يريدون  أن ينسبوا الجغرافيا إلى العلوم التجريبية  بالبحث عن قوانين كما يلي : نظرية - فرضية و نموذج أو موديل- قياس و اختبار إحصائي . لقد أدى انقلاب المنهج و الأفق (الهدف) إلى  حد دفع  ، في  بعض الأحيان ، إلى استعمال عبارة "الجغرافيا الجديدة " و "الثورة الكمية ".
في الواقع يقيس الجغرافيون أولا نماذج  تحديد الموقع  متفاوتة  في القدم : نموذج فون تونن (1827) و أ.وبر(1909) ، والتر كريستالر(1933) بتطبيقها على حقائق  معاصرة . لهذه النماذج قيمة تفسيرية أو شرحيه مؤكدة ، جرى التحقيق فيها في سياقات مختلفة في الستينات والسبعينات . وسمحت أو أدت إلى أبحاث أخرى و اقتراحات نظرية . إن جغرافيا روجي بروني التي تصور أنماط  الإنتاج و تنظيم المجال ناتجة عن هذا التيار.
بالتوازي مع ذلك أو كرد فعل  على  هذه الجغرافيا المهتمة بإقامة  قوانين أو تفسير  تناسق  في تنظيم المجال ، تأكدت تحاليل جغرافية أخرى . 


بينت الجغرافيا  البشرية و الثقافية  (التي يعد بول كلافال واحدا من روادها ) دور ومكان القيم الإنسانية  في تمييز  المجال و استخداماته.
أما  الجغرافيا الراديكالية  و الجغرافيا  السياسية ( التي رفع إيف لاكوست صيتها ) بتحليل التقسيمات الترابية و المشاكل الحدودية و النزاعات المرتبطة بوجود  مجموعات اجتماعية  و ثقافية  مختلفة أو متمايزة  ، مسيطرة سياسيا أو مسيطر عليها.
و تحاول الجغرافيا التاريخية إقامة الصلة بين معطيات التاريخ و معطيات الجغرافيا  و ذلك بدراسة ،على سبيل المثال ، تاريخ المشهد الطبيعي أو تاريخ الكروم و النبيذ . و يعطي بعض المؤرخين مثل فرناند برودال Fernand Braudel  في أعمالهم  حيزا واسعا للتفكير الجغرافي .
المصدر:
"géographie." Microsoft® Encarta® 2009 [DVD]. Microsoft Corporation, 2008.
ترجمة:كاتب مدونة تاج


ليست هناك تعليقات :