الجمعة، 27 فبراير 2015

حرب الثلاثين عاما (1618م -1648 م)


التغيرات في حدود أوروبا بموجب معاهدة وستفاليا عام 1648 م.
المصدر : موسوعة Encyclopaedia Britannica
هي سلسلة من المعارك جرت بين عامي 1618م و 1648م اشتعلت بين أمم عديدة لأسباب مختلفة منها دينية، نزاعات بين سلالات حاكمة، نزاعات ترابية و نزاعات تجارية.مست معاركها المدمرة أغلب أوروبا.عندما انتهت بعقد صلح وستفاليا عام 1648 م كانت خريطة أوروبا قد تغيرت بصورة لا رجعة فيها.
بالرغم من أن النزاعات التي أشعلتها ظهرت سنوات من قبل ،فإن الشائع والمصطلح عليه هو أن تلك الحرب  بدأت عام 1618 عندما حاول إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة المقبل فرديناند الثاني بصفته ملك بوهيميا أن يفرض المذهب الروماني الكاثوليكي في الأراضي التابعة له ، فقام  نبلاء بوهيميا والنمسا في حركة تمردية ضده . انتصر فرديناند عليهم بعد صراع دام خمس سنوات.
في 1625 رأى ملك الدانمرك كريستيان الرابع الفرصة سانحة لكسب أراضي ألمانية قيمة لتعويض خسائره  الأخيرة  لمناطق البلطيق لصالح السويد. أخرجت هزيمة الملك كريستيان وسلم "لوبك" في 1629 الدانمرك من مصاف الدول الأوروبية القوية ،ولكن ملك السويد "غوستاف الثاني أدولف" بعد انتهائه من حرب ضد بولندا دامت أبع سنوات، غزا ألمانيا وكسب إلى جانبه عدة أمراء ألمان في عدائه للمذهب الروماني الكاثوليكي وللإمبراطور.
في تلك الأثناء توسع النزاع مغذى بالطموحات السياسية لمختلف القوى. فبولندا دخلت النزاع كقوة بلطيقية...مدت طموحاتها إلى مهاجمة روسيا و تنصيب دكتاتورية في موسكو وضعت على رأسها فلاديسلاف،ملك بولندا المقبل. وضعت سلم بوليانوف المعقودة عام 1634 حدا للمطالب البولندية في العرش القيصري ولكنها أطلقت يد بولندا لمعاودة المعارك ضد السويد  عدوها اللدود في البلطيق والتي كانت حينذاك متورطة بعمق في ألمانيا .
في قلب أوروبا ، كان الصراع دائرا بين ثلاثة مذاهب  من أجل السيطرة وهي : المذهب الكاثوليكي الروماني ، المذهب اللوثري والمذهب الكالفيني.و قد دفع هذا إالصراع الأطراف الثلاثة إلى تحالفات معقدة إّذ دعا الأمراء والأساقفة قوى خارجية لمساعدتهم . و أكثر من ذلك كله ذلك كان الصراع بين الإمبراطورية المقدسة التي كانت على المذهب الكاثوليكي الروماني وتحت حكم آل هابسبورغ ومنظومة من المدن والإمارات البروتستانتية  التي تحالفت مع القوتين  الرئيسيتين المعاديتين للكاثوليكية وهما السويد والأراضي المنخفضة المتحدة التي تحررت من النير الأسباني بعد كفاح دام ثمانين عاما.
وكان هناك نزاع مواز نتج عن تنافس فرنسا مع آل هابسبورغ  المتواجدين على رأس الإمبراطورية (الرومانية المقدسة) وآل هابسبورغ في إسبانيا الذين حاولوا بناء طوق من الأحلاف  معادية لفرنسا.
كانت مدن ألمانيا وإماراتها هي المسرح الرئيسي لكل هذه النزاعات وعانت منها بشدة. فخلال حرب الثلاثين عاما هذه ، كان الكثير من الجيوش المتصارعة يتكون من مرتزقة، ولم يكن الكثير منها قادرا على ضمان الأجور. هذه الوضعية دفعتها إلى الإغارة على الريف لضمان المؤونة  والطعام وهكذا بدأت "استراتجيا الذئب" التي ميزت تلك الحرب. كانت جيوش الطرفين تمارس النهب  أثناء سيرها وغزواتها وتترك المدن والقرى والمزارع مخربة .
عندما التقت الأطراف المتصارعة أخيرا في ولاية وستفاليا الألمانية لإنهاء سفك الدماء كان ميزان القوى في أوروبا قد تغير جذريا على النحو التالي:
- فقدت إسبانيا الأراضي المنخفضة  بل وفقدت كذلك مكانتها كدولة مسيطرة  في أوروبا الغربية .
- أصبحت فرنسا عندئذ القوة الأوروبية الرئيسية.
- بسطت السويد سيطرتها على منطقة البلطيق.
- اعترف بالأراضي المنخفضة المتحدة  جمهورية مستقلة. 
- منحت السيادة الكاملة  للدول الأعضاء في الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
- تم التخلي بصفة  نهائية عن مبدأ إمبراطورية رومانية كاثوليكية مقدسة لأوروبا تحت قيادة البابا في الجانب الروحي والإمبراطور  في الجانب الدنيوي.
- كما وضعت بنية أوروبا حديثة كمجموعة دول مستقلة ذات سيادة.

ترجمة: كاتب مدونة تاج.
المصدر : Encyclopaedia Britannica
                               "Thirty Years' War." Encyclopædia Britannica. Encyclopaedia Britannica Ultimate Reference Suite.  Chicago: Encyclopædia Britannica, 2010


ليست هناك تعليقات :