|
الإمبراطور الجرماني هنري الرابع قدم لطلب عفو البابا و ينتظر عند الباب ثلاثة أيام السماح له بالدخول مصدر الصورة : موسوعة Encarta
|
حدثت بين البابا غريغوار السابع و الإمبراطورالجرماني هنري الرابع
، في عام 1077 ميلادي ، أزمة فيما يلي سببها وتطوراتها.
مرسوم التعيينات :
أصدر البابا غريغوار السابع مرسوما جاء فيه ما يلي:
"إذا تلقى شخص ما، من هنا فصاعدا، من يد
لائكي أسقفية أو أبرشية، فلا يوضعن في مرتبة الأساقفة والرهبان
و لا تمنح له الطاعة التي تمنح
للرهبان والأساقفة. و نفس المنع كذلك يطال المراتب الأدنى. نفس الشيء إذا تجرأ إمبراطور أو
دوق أو ماركيز أو كونت أو أي سلطة أو شخص
دنيوي على منح أسقفية أوأية مسؤولية دينية فليضرب بنفس الحكم ".
رد هنري الرابع
" لقد حسبت تواضعي خوفا،و لم تخش
من الوقوف ضد القوة الملكية التي
أستمدها من الله وتجرأت
على التهديد بانتزاعها مني كما لو كنت قد تلقيت الملك منك، كما لو كان الملك بيدك و ليس بيد الرب. لقد هاجمتني،
أنا الذي لا يمكن أن يحاكم إلا من طرف الله وحده. و لكني أقول الآن على لسان
أساقفتي: غادر الكرسي الذي
استوليت عليه بالاحتيال. ليكن كرسي القديس بطرس مشغولا من طرف شخص آخر لا يسعى إلى
تغطية العنف بغطاء
الدين. أنا هنري،الملك بنعمة الله و فضله،أقول لك مع أساقفتنا(أغلبية الأساقفة
الألمان): انزل(من الكرسي
البابوي)،انزل ".
رد غريغوار السابع
بطرس الأسعد، أمير الدعاة المبشرين، سلطة العقد و الحل في السماء و
على الأرض منحت لي من طرف الله بطلب منك لأمارسها باسمك. قويا بهذا اليقين،
من أجل شرف كنيستك و الدفاع عنها، باسم الرب القدير، الأب، الابن والروح القدس،
بقدرتك وبسلطتك،أحرم
الملك الذي تمرد بكبرياء خارق و مفرط على كنيستك من حكم مملكة ألمانيا و
إيطاليا و أحرر كل المسيحيين من يمين الولاء الذي
قدموه له أو سيقدمونه له ،أمنع من أن يخدمه أي إنسان كما يخدم ملك،لأن الذي يريد أن يمس بسلطة
كنيستك يستحق أن يفقد هو نفسه السلطة التي
يبدو متمتعا بها.ألعنه باسمك،حتى تعلم الشعوب و تتعلم بأنك بطرس،و أن على هذه الصخرة بنى ابن الله الحي
كنيسته و أن أبواب الجحيم لا تنفع معها
في شيء."
توبة هنري الرابع:
جزء من رسالة وجهها غريغوار السابع إلى أمراء ألمانيا:
" وصل
(الإمبراطور) مع عدد قليل من الحراس إلى قلعة " كانوصا " (قلعة في إيطاليا) حيث توقفنا. هناك، و طيلة ثلاثة أيام مكث أمام باب القلعة : كان قد نزع عن نفسه كل شارة للملك ، كان
كالبائس،حافي القدمين،مرتديا قميصا من
الصوف ، ولم يكف عن التوسل ،باكيا، طالبا النجدة و المواساة و الرحمة البابوية ،إلى درجة أن الشفقة و الرحمة و التعاطف
استولت على كل الحاضرين فشفعوا و توسطوا له بصلواتهم و توسلهم و بدموعهم ،مندهشين من القسوة غير المعتادة لقلبنا: بل إن
بعضهم كان يصيح بأننا لم نكن نبرهن على صرامة مبشر و إنما على قسوة متجبر. و في الأخير، مهزومين بتذلله وخضوعه و توسلات كل الحاضرين ،
حررناه من اللعنة واستقبلناه
في رحمة المشاركة
في حرم أمنا الكنيسة المقدسة بعد أن تلقينا منه ضمانات ".
المصدر:
Histoire 5eme, COURS J.ISAAK et ALBA. HACHETTE.1955