على اليسار الشيخ
عبد الحميد بن باديس
04 ديسمبر 1889– 16 أفريل 1940 ،
مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين..
إلى جانبه
الشيخ الطيب العقبي.
الصورة ملكية عامة من موقع ويكيبيديا. |
مساء الخميس السابع من مارس (1935)أرسل رئيس الجمعية كتابا للوزير نفسه يطلب منه مقابلته باسم الجمعية، فأخبر مساء الجمعة بان الوزير يقبل الجمعية صبيحة السبت.
في صبيحة السبت ذهب وفد الجمعية يتركب من الرئيس الشيخ عبد الحميد بن باديس والكاتب الثاني الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي ،و المراقب الشيخ محمد خير الدين البسكري فاقتبل الوزير الوفد ،وكان المترجم بين الوزير و رئيس الجمعية السيد "ميو" الكاتب العام للولاية العامة.
و لما مثل الوفد بين يدي الرئيس ،ألقى الرئيس الخطاب الآتي :
" السيد الوزير ،لي الشرف أن أهنئكم باسم الجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بمقدمكم
السعيد،وان أقدم لكم هذه الجمعية كجمعية دينية تهذيبية ،لا غاية لها إلا تهذيب المسلمين تهذيبا إسلاميا يتماشى مع المدنية الفرنسية ،غي دائرة القوانين الفرنسية ،مع احترام الرجال الممثلين للحكومة الفرنسية ،و هي تتبرأ أمامكم من جميع التهم التي رميت بها باطلا،و تطلب منكم إعانتها على أعمالها الخيرية".
فأجاب الوزير بما نصه : "عندي الأمان فيكم، و لا أتهمكم و اعرف أن قلوبكم بيضاء "و بما مؤداه : "عرفوا غيركم بلزوم الهدوء، وإن فرنسا تحترم دينكم الكريم، و إننا نعينكم دائما على فعل الخير".
فأجاب الرئيس بما نصه :
"إنني اعتبر من أعظم الذخائر التي احتفظ بها و تبقى تذكارا نفسيا عندي – ما سمعت من قول رجل فرنسا العظيم:"عندي الأمان فيكم". و إننا نعرف قيمة هذه الكلمة، و إننا نبرهن بإعمالنا على أنها وقعت في محلها"(.......).
و انتهت المقابلة فودع الوفد الوزير و انصرف مغتبطا شاكرا.
و يوم الاثنين الحادي عشر من مارس اقتبل الوزير الشيخ الطيب العقبى ممثل الجمعية بالعاصمة .
و يوم الأربعاء اقتبل الوزير الشيخ البشير الإبراهيمي ممثل الجمعية بتلمسان،و كانت مقابلته لهما في معناها مثل مقابلته لرئيس الجمعية بقسنطينة.
-------------------------------------
المصدر:
آثار الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس-الجزء السادس-مطبوعات وزارة الشؤون الدينية-الطبعة الأولى .سنة 1425 هجرية- 1996 م. ص ص 122- 123 .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق