" أذكرتنيهم الخطاب التوالي
و قد تذكر الخطاب و تنسي".
يوم أمس 08 ماي كانت الذكرى الثمانون لمجازر 08 ماي 1945 و اليوم 09 ماي في الساحة الحمراء في موسكو عاصمة روسيا عرض عسكري بمناسبة يوم النصر على النازية بعد أربع سنوات من حرب يسميها الروس " الحرب الوطنية العظمى" كما يسمونه الحرب في مواجهة نابوليون بونابرت "الحرب الوطنية الأولى" 1812-1814 المناسبة تذكر بأشياء كثيرة مثل معركة موسكو، معركة ستالينغراد ، الجنرال جوكوف ، حصار لنينغراد و دفتر صبية لنينغراد الذي كانت تسجل فيه يوميات الحصار النازية لمدينة لنينغراد الذي دام من 1942 إلى 1944.
و ماذا عن "طريق الحياة" =(داروڨا جيزني)" عبر "بحيرة لا دوڨا" المتجمدة.
الحال هنا ، إذا أخذنا بعين الاعتبار إختلاف للوسائل، أسوأ من حصار "لنينغراد" و أكبر من معركة ستالينغراد و بقية المعارك الكبرى في الحرب العالمية الثانية بدون مبالغة على الأقل في امتدادها الكرونولوجي.
في الجزائر ، خلال الثلاثين سنة الأخيرة ، جرت و تجري عدة حروب متزامنة:
1- الحرب "ضد الأرهاب الإسلاموي" حسب التسمية الرسمية ،
2- حرب بين ملوك الطوائف( الجنرالات) ضحيتها الشعب الجزائري أراقت من دماء أبنائه ما لا يعلم مقداره إلا الله سبحانه و تعالى.
3- ثم حرب انتقاء اصطناعي بمقاييس مقلوبة أو عكسية ما زالت مستمرة إلى الآن عوقت البلاد و منها حرب تدمير متعمد و ممنهج على كل الأصعدة :ماديا ، معنويا و جسديا ضد جزائريين مسالمين.
أمام هذا الوضع المزري عبر ثلاثة رؤساء الجمهورية الثلاثة الأخيرون ، كل واحد بعباراته الخاصة ، عن خوفهم من قول الحقيقة للشعب الحزائري:
- فهذا اليمين زروال يقول : " لا أستطيع أن أتكلم عن الأهوال التي حدثت في عهدي ( 1994-1999) لأني أخشى حدوث فوضى في البلاد" !!!
- و هذا عبد العزيز بوتفليقة بعد أن قال: " لا أريد أن أبقى ثلاثة أرباع رئيس" و بعد أن أخرجت له الجموع في إحدى مناطق البلاد تنادي بسقوطه و بعد أن اضطر إلى تدخين غليون السلام مع المحرضين عليه ، خرج مصرحا : "من موقعي هذا كرئيس للجمهورية أقول إني لا أعرف من كان يقف وراء تلك الحركة". و هو يعرف من هم الذين كان يريد أن يسترد منهم ربع صلاحياته الرئاسية.
و هذا الرئيس الحالي عبد المجيد تبون يقول لأحد المواطنين في مهرجان انتخابي:
أنت(لحسن حظك)تستطيع أن تتكلم أما أنا فلا أستطيع"!
و ماذا عن صاحب الجلالة الإمبرطورية الفريق المتقاعد الحاج محمد مدين مدير المخابرات لمدة ربع قرن و الذي قال عنه أستاذه و شيخه وزير الدفاع السابق الجنرال خالد نزار : لن يتكلم الجنرال توفيق حتى لو وضع رأسه على الفينڨة( المقصلة)!
بناء على هذه التصريحات بالخوف و على وزن الخائفين ، و الخوف الذي استوطن قلوب أغلب الجزائريين ، ألا تستحق الجزائر إسم"أرخبيل الخوف" على وزن"أرخبيل الڨولاق"؟