واضح للعيان
أن السلطة اكتشفت أشياء خطيرة "ربما" كانت غائبة عنها طيلة خمسة عشر عاما من
الحكم.
السلطة بدأت
ترسل الإشارات و شرعت في أعمال تدل على هذا الاكتشاف منذ شهر مارس
2013. ولكن مرض رئيس الجمهورية و نقله للعلاج في الخارج عطل الأمور. وبعد
عودة الرئيس الى الجزائر، عاودت السلطة إرسال الإشارات العملية الواضحة بإقالات وإحالات على التقاعد
في صفوف مسؤولي هيأة أمنية خطيرة و مرعبة هي مديرية الاستعلام والأمن نقلتها الصحافة الالكترونية والمكتوبة. ولكن ما يؤسف له أن الصحافة شحت في
تفسير هذه الإقالات و تعليلها . هل مرد هذا الشح إلى نقص
في المعلومات أم هو تعبير عن موقف ما ؟.
و هذان
سؤالان يفرضان نفسيهما:
1- ما هو
الشيء أو الأشياء التي اكتشفتها السلطة في أعلى المستويات فأعطتها الجرأة والدافع كما لم يحدث من قبل ،للقيام بما تقوم به في إطار القضية موضوع الحديث بعد خمسة عشر عاما من تطبيق مبدأ
" دعه يفعل و اتركه يمر " بل و المشاركة كذلك ، و أكثر من تلك المدة من الظلم في حق مواطنين بسطاء في
الجزائر العميقة لا علاقة لهم لا من قريب و لا من بعيد بالإرهاب .
2-
كيف تسنى للسلطة هذا الاكتشاف
الاستراتيجي و أين بالضبط ؟
إن كل مسؤول،
مهما كانت رتبته و درجة مسؤوليته،هو إنسان مخدوع ، بدرجة أو بأخرى وبطريقة
أو بأخرى، شاء أم أبى ورئيس الجمهورية مع رئيس دائرة الاستعلامات و الأمن الفريق
مدين محمد (توفيق) لا يفلتان من هذه القاعدة. لكن الشيء الغريب و المحير في
الجزائر هو أن يستمر الظلم حقبا من الزمن تكاد تكون
حقبا جيولوجية لطولها وامتدادها و يستمر معها صمـت المسؤولين و سكونهما رغم ما حدث وما يحدث
ورغم التماسات الضحايا أو الأهداف البشرية بطرق مختلفة على امتداد السنين.
بالطبع هذا ليس دفاعا عن هذين المسؤولين الضخمين.
إن لهذه
الأمور دلالات كبيرة و خطيرة على أكثر من صعيد.
يذكر كاتب
هذه المدونة المتواضعة أنه مواطن بسيط و لا علاقة له بأي حزب أو طرف سياسي وأنــه يعرف حــــــدوده
ويلزمها. ما يكتبه ليس نابعا من عبقرية أو وقاحة أو تطاول في حق أي طرف كان
أو طلبا للشهرة . بل هو نابع من اضطرار .