أحاديث المقاهي أحاديث شيقة سواء كانت في شكل مونولوڨ صامت بين المرء و نفسه أو في شكل أحاديث متبادلة بين شخصين أو أكثر حول فناجين قهوة أومشروبات أخرى. بعض الحوارات تتحول إلى قصص مثيرة للذهول و الحيرة. و قد كتبت عن حديث في مقهى تحول إلى ما يمكن وصفه، على الأقل، بأقصوصة "بوليسية".
يقول الراوي و قد عرفته كان أستاذا في إحدى الثانويات:
تعودنا بعد نهاية الفترة الصباحية من العمل و بعد تناول الغداء على التوجه إلى مقهى قريب في البلدة نتبادل أطراف الحديث حول مواضيح أغلبها حول العمل و ظروفه و بطبيعة كان مسؤولو الثانوية حاضرين في بعض تلك الجلسات القهوجية و لكن على طاولة التشريح و الانتقاد. و كان قصب السبق لذلك الأستاذ في نقد كما كان يفعل معهم في مجالس التعليم و مجالس القسم.
في أحد مجالس القسم قال رئيس الجلسة و كان نائب المدير للدراسات: ".... كفانا من أحاديث المقاهي...." . اتضح بدون شك أن من بين المشاركين من مجالس المقهى شخص يذكر بقصيدة " تهت عن طريقي فسألت العابرين" بتعبير آخر ، فاعل خير بالقول في أذن المسؤول و في مكتبه على انفراد و ليس برسالة مجهولة المصدر. قال ذلك الثرثار في المجالس : "أحاديث المقاهي كانت و ستبقى و على المسؤول أن يعرف أنه مثل الفنان . إن أحسن حفظ الجمهور أغانيه و رددها معه و رقص على أنغامها طربا . و إن أساء سمع الصفير و رأى الضوضاء إن تمادى. فعليه عندئذ أن يتقبل أو أن يتفضل بالنزول من فوق الخشبة ليأخذ مكانه مع الجمهور ويردد الأغاني أو أن يصفر إن شاء".
هل رأيتم فنانا نزل من فوق الخشبة ليأخذ مكانه بين الجمهور؟